للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بئر أبي أيوب بالمناصع (١) والخبجبة: شجرةٌ كانت تنبتُ هناك (٢).

ولهذا لمّا ذكر السمهودي كلامًا لجعفر بن محمد مخلوطا بكلام غيره، قال بعده:

وقد ذكر ابن زبالة ويحيى - من غير طريقه - كلامَ جعفر (٣) متمحضًّا، فأسندَا عنه: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان بني مسجده بالسميط لبنة لبنة، ثم إنّ المسلمين كثُرُوا فبناه بالسعيدة، فقالوا: يا رسول الله! لو أمرتَ مَن يزيد فيه، فقال: نعم، فأمر به فزيد فيه، وبني جداره بالأنثى والذكر، ثم اشتد عليهم الحرّ، فقالوا: يا رسول الله! لو أمرتَ بالمسجد فظُلل، قال: نعم، فأمر به فأُقيمت فيه سوارٍ من جذوع النخل، ثم طُرحت عليها العوارض والخصف والإذخر، فعاشوا فيه، وأصابتهم الأمطار، فجعل المسجد يَكِف عليهم، فقالوا: يا رسول الله! لو أمرت بالمسجد فطُيّن، فقال: لا، عريش


(١) المناصع: متبرز النساء بالمدينة ليلا قبل اتخاذ الكنف بالبيوت على مذاهب العرب، وهو ناحية بئر أبي أيوب، شرقي سور المدينة، شامي بقيع الغرقد. السمهودي، المصدر السابق، ج ٤، ص ٣٨٥. وقد وصف موقع المناصع الشنقيطي غالي محمد الأمين، الدّر الثمين في معالم دار الرسول الأمين - صلى الله عليه وسلم -، تحقيق: محمد أحمد الشنقيطي، (المدينة المنورة: دار القبلة للنشر والتوزيع، ١٤٢٤ هـ) ص ١٨١.
(٢) السمهودي، وفاء الوفا، ج ٢، ص ٢٧.
(٣) ورواية جعفر كاملة في المغانم المطابة، ج ١، ص ٤١٠.

<<  <   >  >>