للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كعريش موسى، فلم يزل كذلك حتى قُبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان جداره قبل أنْ يُظَلل قامة، فكان إذا فاء الفيء ذراعًا - وهو قدمان - يُصلّي الظهر، فإذا كان ضعف ذلك صلى العصر. ثم نقلا عنه تفسير السميط والسعيدة والأنثى والذكر بما تقدم، ولم يذكر ذَرْعًا (١).

ولفظ الصالحي للأثر هكذا: وروى يحيى أيضا عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: كان بناء مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسميط لبنة على لبنة، ثم بالسعيد لبنة ونصف أخرى، ثم كثر الناس فقالوا: "يا رسول الله لو زيد فيه" ففعل، فبنى بالذكر والأنثى وهي لبنتان مختلفتان، وكانوا رفعوا أساسه قريبا من ثلاثة أذرع بالحجارة، وجعلوا طوله مما يلي القبلة إلى مؤخرة مائة ذراع، وكذا في العرض، وكان مربعا … ولم يسطح فشكوا الحر، فجعلوا خشبه وسواريه جذوعا وظللوه بالجريد ثم بالخصف، فلما وكف عليهم طينوه بالطين، وجعلوا وسطه رحبة، وكان جداره قبل أن يسقف قامة وشيئا (٢).

ولما تكلم المراغي عن زيادة مسجد الرسول بعد الهجرة بأربع سنين، وأنّه جُعِل وسط المسجد رحبة، وكان جداره قبل أن يظلل قامة،


(١) السمهودي، المصدر نفسه، ج ٢، ص ٢٩ - ٣٠.
(٢) الصالحي، سبل الهدى والرشاد، ج ٣، ص ٣٣٨.

<<  <   >  >>