للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحانت صلاة الظهر، فلما صلى ركعتين نزل جبريل، فأشار إليه أن صل إلى البيت، وصلى جبريل إلى البيت فاستدار رسول الله إلى الكعبة، واستقبل الميزاب فهي القبلة التي أنزل الله تعالى فيها {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} (١). فسمي ذلك المسجد مسجد القبلتين (٢)، وكان الظهر يومئذ أربعا فصلي منها ثنتان إلى بيت المقدس وثنتان إلى الكعبة (٣).

وأسند يحيى من طريق ابن زبالة وغيره عن الخليل بن عبد الله الأزديّ (٤) عن رجل من الأنصار أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقام رهطًا على زوايا المسجد ليعدل القبلة، فأتاه جبريل عليه السَّلام فقال: يا رسول الله، ضع القبلة وأنت تنظر إلى الكعبة، ثم قال بيده هكذا: فأماط كل جبل بينه وبين القبلة، فوضع تربيع المسجد وهو ينظر إلى الكعبة لا يحول دون نظره شيءٌ، فلما


(١) سورة البقرة، آية: ١٤٤.
(٢) سيأتي التعريف به فيما بعد، وهذا الأثر استشهد به الخياري، في تاريخ معالم المدينة، نقله عن يحيى العقيقي عن رافع بن خديج. الخياري، أحمد ياسين الخياري الحسيني (ت ١٣٨٠ هـ) تاريخ معالم المدينة المنورة قديما وحديثا، (الرياض: طبعة احتفال بمرور مائة عام للمملكة، دارة الملك عبد العزيز، ١٤١٩ هـ = ١٩٩٩ م) ص ١٩٥.
(٣) الصالحي سبل الهدى والرشاد، (ج ١٢، ص ٥٦).
(٤) الخليل بن عبد الله الأزدي، قال عنه المنذري: لا أعرفه بعدالة أو جرح، وقال عنه الدارقطني: مجهول. (تهذيب التهذيب ج ٣، ص ١١٥، ميزان الاعتدال ج ١، ص ٦٦٧).

<<  <   >  >>