محمد بن عبد الله بن جحش، وابن جرير عن مجاهد، يزيد بعضهم على بعض:"أن أول ما نسخ من القرآن القبلة، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي وهو بمكة نحو بيت المقدس، والكعبة بين يديه"(١).
وفي الموضع الثاني ذكر الأثر إلى قوله: أول ما نسخ من القرآن القبلة، ثم عقب عليه بهذا:
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه، ولما هاجر إلى المدينة كان أكثر أهلها اليهود أمره الله تعالى أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي نحو بيت المقدس، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنَّه صلى بالمدينة إلى بيت المقدس ستة عشر، وعند الزهري: تسعة عشر، وعند معاذ على رأس ثلاثة عشر شهرا، أو سبعة عشر شهرا كذا بالشك في حديث البراء، وقال لجبريل: وددت أن الله صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها فقال جبريل: إنما أنا عبد مثلك لا أملك لك شيئا إلا ما أمرت به فادع ربك وسله، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو الله ويكثر النظر إلى السماء فينظر أمر الله وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زائرا أم بشر بن البراء بن معرور في بني سلمة، فصنعت له طعاما،
(١) الصالحي، سبل الهدى والرشاد، ج ٣، ص ٣٧٠، و ج ١٢، ص ٥٦.