للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان، وقال: والله لا تعيده إلا وأنت على رقبتي، فأعاده العباس يومئذٍ على رقبة عمر (١).

وتكلم السمهودي بكلام في الجمع بين مختلف آثار زيادات عمر وعثمان للمسجد، ثم قال:

ويؤيّد ذلك ما رواه يحيى في زيادة عثمان - رضي الله عنه - عن الأعمش (٢)، قال: بنَى عباس بن عبد المطلب داره التي إلى جنب المسجد، فجعل يرتجز يقول:

بنيتها باللبن والحجاره … والخشبات فوقها مطاره

يا ربنا بارك لأهل الداره

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اللهم بارك في هذه الدارة، قال: وجعل العباس ميزابها لاصقًا بباب المسجد يصب عليه، فطرحه عمر بن الخطاب، فقال عباس: أما والله ما شَدَّه إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنّه لعلى منكبَيّ، فقال له عمر: لا جرم والله لا تشده إلا وأنت على منكبي، فشدّه عمر، وابتاع عثمان ابن عفان تلك الدار فزادها في المسجد إلا ثلاثة عشر ذراعًا أو أربعة عشر، فقال: لا أدري كان ابتاع البقية أم لا (٣)؟


(١) السمهودي، وفاء الوفا، ج ٢، ص ٢٧٥.
(٢) سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي أبو محمد الكوفي الأعمش، ثقة حافظ عارف بالقراءات، ورع لكنه يدلس، من الخامسة، مات سنة سبع وأربعين أو ثمان وكان مولده أول سنة إحدى وستين (تقريب التهذيب، ص ١٩٥، رقم الترجمة: ٢٦١٥).
(٣) السمهودي، وفاء الوفا، ج ٢، ص ٢٧٦.

<<  <   >  >>