للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الليل، وكان لا يخرج من المسجد، وأمر بالقَصَّة المنخولة تعمل ببطن نخل، وكان أول عمله في شهر ربيع الأول من سنة تسع وعشرين، وفرغ منه حين دخلت السنة هلال المحرم سنة ثلاثين، فكان عمله عشرة أشهر (١).

وقال السمهودي: وروى يحيى عن أفلح بن حميد (٢) عن أبيه، قال: لَمّا أراد عثمان أن يُكلّم الناس على المنبر ويشاورهم، قال له مروان بن الحكم: فداك أبي وأمي، هذا أمر خير لو فعلتَه ولم تذكرهم، فقال: ويحك! إنّي أكره أنْ يَرَوا أنيّ أستبِدّ عليهم بالأمور، قال مروان: فهل رأيت عمر حيث بناه وزاد فيه ذكر ذلك لهم؟ قال: اسكت، إنّ عمر اشتدّ عليهم فخافوه، حتى لو أدخلهم في جُحر ضبٍّ دخلوا. وإنّي لنتُ لهم حتى أصبحتُ أخشاهم، قال مروان بن الحكم: فداك أبي وأمي لا يسمع هذا منك فيجترأ عليك (٣).

قال الحربي أيضًا في زيادة عثمان هذه:


(١) السمهودي، وفاء الوفا، ج ٢، ص ٢٩٤.
(٢) أفلح بن حميد بن نافع الأنصاري المدني يكنى أبا عبد الرحمن، يقال له: ابن صفيرا ثقة من السابعة مات سنة ثمان وخمسين وقيل بعدها، (تقريب التهذيب، ص ٥٣، رقم الترجمة: ٥٤٧).
(٣) السمهودي، وفاء الوفا، ج ٢، ص ٢٩٦.

<<  <   >  >>