للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما تكلم السمهودي عن بيت حفصة - رضي الله عنها -، قال: وروى يحيى في قصة هذه الدار عن مالك بن أنس في جملة خبر: أنّ الحجاج (١) قال لعبيد الله بن عبد الله بن عمر (٢): بعني منزل حفصة، قال: لا والله ما كنت لآخذ لبيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمنًا أبدًا، قال: إذًا والله أهدمه، قال: والله لا تهدمه إلا على ظهري، فأمر الحجاج صائحًا صاح في الناس بالعتل والمساحي والفوس، فقام عبد الله فدخل بيت حفصة، وجاء الغوغاء بالعتل والمساحي فأمرهم الحجاج بهدمه، فصعدوا ليهدموه وعبيد الله فيه، فجاءت بنو عدي إلى عبيد الله فقالوا: ما أضعفك! هو يتأسف على قتل أبيك ويزَع عن قتلك، فأخرجوه، فهدمه الحجاج، وكتب إلى الوليد يعلمه ما صنع، وامتناع عبيد الله من الثمن، فكتب الوليد إلى عمر بن عبد العزيز يأمره يعرض على عبيد الله الثمن، فإن أبي جعل له مكرمة بدله في المسجد، فجعل له عمر الخوخة التي في قبلة المسجد التي إلى دار حفصة اليوم، وهو يقتضي أنّ الذي هدم دار حفصة هو الحجاج (٣).


(١) الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل الثقفي الأمير الشهير .. ، وقع ذكره وكلامه في الصحيحين وغيرهما وليس بأهل أن يروى عنه، ولي إمرة العراق عشرين سنة، ومات سنة خمس وتسعين. تقريب التهذيب، ص ٩٤، ترجمة: ١١٤١.
(٢) عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي المدني، أبو بكر، شقيق سالم، ثقة من الثالثة، مات سنة ست ومائة (تقريب التهذيب، ص ٣١٣، رقم الترجمة: ٤٣١٠).
(٣) السمهودي، وفاء الوفا، ج ٢، ص ٣١٢ - ٣١٣.

<<  <   >  >>