للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُكبّر ضربَه بسكين فلم يصنع شيئًا، فأخذه مروان فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: بعثتَ عاملا فأخذ ذودي (١) بمرة، وتركني وعيالي لا نجد شيئًا، فقلتُ: أذهب إلى الذي بعثك فأقتله، فهو أصل هذا، فجاء ما ترى، فحبسه مروان حينًا في السجن، ثم أمر به فاغتيل سرًّا، فكانت المقصورة (٢).

ولما تقدم فإنّ المراغي لما تكلم عن المقصورة الصغيرة التي بناها عمر بن عبد العزيز هذه وأنَّه جعل فيها كوّة ينظر الناس منها إلى الإمام، قال: وفي كتاب يحيى: أنّ عمر بن عبد العزيز جعلها مِن ساج حين بني المسجد (٣). وقال أيضًا -: وفي كتاب يحيى: بناها بالحجارة (٤).

قال الحربي أيضًا: أخبرني يحيى بن حسن، قال: حدثنا هارون عن

محمد بن يحيى عن إبراهيم بن محمد الزهري (٥)، عن أبيه قال: لما قدم الوليد بعد فراغ عمر بن عبد العزيز من المسجد، جعل ينظر إلى بنيانه، قال لعمر


(١) الذود من الإبل: ما بين الثنتين إلى التسع، وأخذها بمرة: هو أخذها كلها.
(٢) السمهودي، وفاء الوفا، ج ٢، ص ٣٠٦.
(٣) المراغي، تحقيق النصرة، ص ١٩٨ - ٢٠٥.
(٤) المراغي، تحقيق النصرة، ص ٢٠٥.
(٥) إبراهيم بن محمد الزهري الحلبي نزيل البصرة صدوق يخطئ، من الحادية عشرة (تقريب التهذيب، ص ٣٣، رقم الترجمة: ٢٤٣).

<<  <   >  >>