للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأعانه على إصلاح ذلك صالح بن كيسان (١) فتوفي داود قبل أن يتمه، فتمه زياد بن عبد الله الحارثي (٢)، فدعى له مولي من موالي أهل المدينة يقال له: ابن غزالة (٣)، فكان هو الذي غيّره وأتمه.

وقد نسخنا نسخة ما كان كتب في القبلة، وما كتب بعده في موضعه، حرفًا حرفًا، فلما فرغ ابن غزالة جاء إلى زياد بن عبد الله يسأله جُعله، فقال زياد: يا ابن غزالة إذا رأيتنا نعمل بما كُتب؛ فتعال خُذْ جُعلك. قال أبو الحسين: وكان الكتاب الذي كتبه ابن غزالة وأتمه هو: بسم الله الرحمن الرحيم: لا إله إلا الله وحده، ولا شريك له، محمد عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، أمر عبد الله عبد الله أمير المؤمنين بتقوى الله وطاعته، والعمل بكتاب الله وطاعته، وسنة نبيه صلى الله عليه، وبصلة الرحم، وتعظيم ما صغّر الجبابرة من حق الله، وتصغير ما عظّموا من الباطل، وإحياء ما أماتوا من الحقوق،


(١) صالح بن كيسان المدني، أبو محمد أو أبو الحارث، مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز، ثقة ثبت فقيه من الرابعة، مات بعد سنة ثلاثين أو بعد الأربعين (التقريب، ص ٢١٤، رقم الترجمة: ٢٨٨٤).
(٢) زياد بن عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان الحارثي، خال أول خلفاء العباسيين أبو العباس السفاح، تولى إمرة المدينة سنة ١٣٢ هـ وعزله المنصور سنة ١٤١ هـ (تاريخ خليفة بن خياط، ص ٣٥٨ - ٤٣٠).
(٣) لم أقف على ترجمته.

<<  <   >  >>