للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كلاهما من طريقه: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أتي بلحارث، فإذا هم رَوبي، فقال: ما لكم يا بني الحارث رَوبي؟ قالوا: أصابتنا رسول الله هذه الحمى، فأين أنتم عن صعيب؟ قالوا: يا رسول الله، ما نصنع به؟ قال: تأخذون من ترابه فتجعلونه في ماء، ثم يتفل عليه أحدكم ويقول: باسم الله، تراب أرضنا، بريق بعضنا، شفاء لمريضنا بإذن ربنا، ففعلوا، فتركتهم الحمى.

قال ابن النجار عقِبَه: قال أبو القاسم طاهر بن يحيى العلوي: صعيب: وادي بطحان (١) دون الماجشونية (٢)، وفيه حفرة مما يأخذ الناس


(١) وادي بطحان: واد كبير يشق المدينة من الجنوب إلى الشمال، إذ ينحدر من حرات في جنوب قباء، ويمر مسيله شرقي مسجد قباء حتى يصل إلى المصلي (مسجد الغمامة) غرب المسجد النبوي، فيمر من غربيه، ويتجه نحو السيح حتى يخرج ويلتقي بمجمع السيول في شمال المدينة، إلا أن هذا الوادي اندرس الآن بفعل العمران والطرق وانتهى ولم يبق إلا سد في أعلاه يعرف باسمه. (أ. د. سليمان الرحيلي، في تحقيقه للتعريف بما أنست الهجرة للمطري، ١٣٧).
(٢) صعيب: الذي في المتن - تصغير صعب، للشديد العسر، قال السمهودي في بيانه، (وقيل: صعين بالنون تصغير صعن، تقدم مستوفي في الاستشفاء بتراب المدينة) ا. هـ (السمهودي، ج ٤، ص ٢٦٥. وانظر: الفيروزآبادي، مجد الدين محمد يعقوب، المغانم المطابة في معالم طابة، ط ١ (المدينة المنورة: مركز بحوث وداراسات المدينة، طبع على نفقة السيد حبيب محمود، ١٤٢٣ هـ، ٢٠٠٣ م) ج، ٢١٨). وقال أ. د. سليمان الرحيلي: صعيب: موضع أو حفرة على شفير وادي بطحان الشرقية عند بستان كان يسمى بالماجشونية في أول قربان. وقد كان الناس في الأزمنة القديمة يأخذون من طينه للشفاء من الحمى، واستمروا في ذلك حتى العصر الحديث، وهو بدعة لا تجوز، ولم يثبت ذلك عن الرسول أو أحد أصحابه، وما يشار إليه من حديث فيه فهو مرسل … ثم قال: أما الدعاء في قوله: بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفي سقيمنا بإذن ربنا فقد أخرجه البخاري. وقريبًا من ذلك عند مسلم … والمراد بأرضنا فيه: =

<<  <   >  >>