للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذا ذكر السخاوي (١): "ثم في أثناء المائة الثالثة تناقص علم الحرمين وكثر بغيرهما".

ويعود السبب في هذا التراجع العاملين:

العامل السياسي: معلوم أن مقر الخلافة انتقل عن المدينة النبوية، ومع مرور الوقت انعكس فيما بعد بالسلب على منطقة الحجاز عموما والمدينة خصوصا، حيث غدت من مناطق الأطراف، فأصبحت بذلك موئلًا للعديد من الثورات وظهيرًا لحركات المعارضة ضد الخلافة الأموية والعباسية من بعدها، خاصة من قبل العلويين والشيعة (٢)، ومن الأمثلة الدالة على ذلك ثورة إسماعيل بن يوسف الجون (ت ٢٥٢ هـ) وحصاره للمدينة أدى إلى هلاك أهلها جوعًا، ولم يصلِ أحد في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٣)،


= والسخاوي، محمد بن عبد الرحمن شمس الدين، الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ، ترجمة: الدكتور صالح العلي، ط ١ (بيروت: مؤسسة الرسالة، ١٤٠٧ هـ = ١٩٨٦ م) ص ٢٧٨.
(١) السخاوي، الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ، المصدر السابق ص ٢٧٨. كما ذكر المقدسي، عندما زار الحجاز في القرن الرابع حيث وصفها بكثرة الفقر والقحط آنذاك. المقدسي، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد البشاري، ت: ٣٣٦ هـ، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، تحقيق محمد مخزوم، ط ١ (بيروت: دار إحياء التراث العربي ١٤٠٨ هـ)، ص ٨٢ - ٩٠.
(٢) الدكتور ياسر أحمد نور، المذهب المالكي في المدينة النبوية، ١٧٩ - ٩٢٣، (مجلة كلية الآداب، جامعة القاهرة، المجلد: ٧١ عدد: ١، ٢٠١٣، ص ١٢٠.
(٣) ابن حزم، أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد الأندلسي، جمهرة أنساب العرب، ط ٣، (بيروت: دار الكتب العلمية، هـ = ٢٠٠٣ م)، ج ١، ص ٤٦.

<<  <   >  >>