للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبهذا فإن ما ذهب إليه صالح العلي من أنّ يحيي "مِن أصحاب مالك" (١) قد جانب الصواب، ويمكن أن يحمل قوله بأنه من أصحاب مذهبه، لا مِن تلامذته الذين باشروا الأخذ عنه.

أمّا فيما يتعلق بابن زبالة فبالنظر إلى وفاته سنة ١٩٩ هجرية (٢) وولادة العقيقي (٢١٤ هـ) فلا يمكن بحال أن يكون ابن زبالة من شيوخ العقيقي لأنَّه تقدمه موتًا بخمس عشرة سنة. ويؤكد ذلك أيضًا أن يحيى العقيقي يروي بواسطة الزبير بن بكار وغيره أو يباشر الأخذ من كتابه، حيث قال في غير موضع "حدثني زبير، عن محمد بن حسن (وهو ابن زبالة) (٣)، كما يظهر ذلك في الإسناد الذي سبق الإشارة إليه، وكذا قال أبو إسحاق الحربي بعدما أورد رواية فيها إحدى صُوَر كيفية دفن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه: "أخبرني يحيي بن حسن بهذه الصورة، قال: أخذتُها مِن زبير عن ابن زبالة" (٤).


(١) العلي، المؤلفات العربية عن المدينة والحجاز، مرجع سابق، ص ١٢٩.
(٢) ابن زبالة، محمد بن الحسن، أخبار المدينة، جمع وتوثيق ودراسة د. صلاح سلامة، ط ١ (المدينة المنورة، إصدار مركز بحوث المدينة المنورة، ١٤٢٤ هـ ٢٠٠٣ م)، ص ٦٧ - ٦٨. وقال الحافظ: مات قبل المائتين (ابن حجر، المرجع السابق، ص ٤٠٩، رقم الترجمة: ٥٨١٥).
(٣) الحربي، المناسك، ص ٣٦٩.
(٤) الحربي، المناسك، ص ٣٧٩.

<<  <   >  >>