للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وأرَضون" "بفتح الراء" لا مفرد لها إلا: أرْض "بسكونها"؛ فتغيرت حركة الراء عند الجمع من سكون إلى فتح. هذا إلى أن المفرد مؤنث، وغير عاقل. و"ذَوو" في الجمع مفتوحة الذال، مع أن مفردها: "ذُو" مضموم الذال. "وسِنون" مكسورة السين فى الجمع، مفتوحتها فى المفرد، وهو: "سَنَة"، فضلا عن أنها لمؤنث غير عاقل أيضًا، - وأصلها "سَنَهٌ" أو"سَنَوٌ"، بدليل جمعهما على "سَنهات" و"سَنَوات" ثم حذفت لام الكلمة، "وهي الحرف الأخير منها"، وعوض عنه تاء التأنيث المربوطة، ولم ترجع الواوعند الجمع.-

ومن الكلمات الملحقة بهذا الجمع سماعًا٢، والتى تدخل في باب "سَنَة" كلمة: عِضَة، وجمعها: عِضون "بكسر العين فيهما". وأصل الأولى: "عِضَةٌ، بمعنى: كذب وافتراء. أو: عِضَوٌ. بمعنى: تفريق. يقال فلان كلامه عضهٌ، أى: كذب، وعمله عِضَوبين الأخوان، أى: تفريق وتشتيت؛ فلام الكلمة هاء، أوواو. ومثلها "عِزَة جمعها: عزُون "بالكسر فيهما". والعزَة: الفرقة من الناس، وأصلها عِزْىٌ؛ يقال: هذه عِزَة تطلب العلم ... وأنتم عِزون فى ميدان العلم. وأيضًا: "ثُبةٌ" بالضم، وجمعها: ثُبُون، بضم أول الجمع أوكسره١. والثُّبة "الجماعة"، وأصلها ثبَوٌ، أو: ثُبَىٌ، يقال: الطلاب مختلفون: ثبة مقيمة. وثُبة مسافرة، وهم ثُبون.

وعلى ضوء ما سبق نعرف السبب فى تسمية تلك الكلمات المسموعة بجمع التكسير، لأن تعريفه وحده هوالذى ينطبق عليها، دون غيره من جمعى التصحيح؛ إذ هو"ما تغَيَّر فيه بناء الواحد"٣ وقد تغير بناء واحدها٤.


"١و ١" الغالب في باب "سنة" وأخواتها- وقد سبق توضيح المراد من "بابها" في رقم ٥ من هامش ص ١٤٩: أن ما كان منه مفتوح الفاء في المفرد فإنه يكسر في الجمع، مثل سنة وسنين. وما كان مكسور الفاء في المفرد لم يتغير في الجمع، مثل مائة ومئتين. وما كان مضموم الفاء يجوز فيه الكسر والضم، مثل ثبة وثبين.
٢ لأن باب "سنة" "أي: ما يشبهها- وقد سبق توضيحه في رقم ٥ من هامش ص ١٤٩". سماعي ... وهذه القيود الموضوعة له إنما هي لضبط، اسمع، لا لقياسيته، فالأمر فيه كغيره مسموع.
٣ انظر رقم ٤ من هامش ص ١٤٩.
٤ وكذلك نعرف السبب في امتناع جمع الكلمات الآتية جمع مذكر سالم، وفي عدم إدخالها في ملحقاته:

<<  <  ج: ص:  >  >>