للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أما الطريقة إلى تثنية هذا الجمع فهي الطريقة التي تقدمت في التثنية، ويستعان فيها بكلمة: "ذو" أيضًا.

ج- سبقت الإشارة٢ إلى أن النون مفتوحة في جمع المذكر السالم وملحقاته٣ في أحواله الإعرابية المختلفة؛ أي: في حالة رفعه بالواو، أو نصبه أو جره بالياء، ولا علاقة لهذه النون بإعرابه. ومن العرب من يكسرها، ولكن لا داعي للأخذ بهذه اللغة، منعًا للخلط والتشتيت من غير فائدة.

أما نون المثنى وجميع ملحقاته٤ فالأشهر فيها أن تكون مكسورة في الأحوال الإعرابية المختلفة. وقليل من العرب يفتحها، ومنهم من يضمها بعد الألف، ويكسرها بعد الياء، في حالتي النصب والجر، ولا داعي للعدول عن الرأي الأشهر في الاستعمال، للسبب السالف٥ في حركة نون جمع المذكر السالم.

د- لنون المثنى والجمع وملحقاتهما أثر كبير في سلامة المعنى، وإزالة اللبس؛ ففي قولنا: سافر خليلان: موسى ومصطفى -نفهم أن موسى ومصطفى هما الخليلان، وأنهما اللذان سافرا، بخلاف ما لو قلنا: سافر خليلا موسى ومصطفى؛ بغير النون فإننا قد نفهم الكلام على الإضافة "إضافة: خليلاَ إلى موسى" ويتبع هذا أن الخليلين هما اللذان سافرا، دون موسى ومصطفى. وفرْق بين المعنيين.

ومثل هذا أن نقول فى الجمع: مررت ببنينَ أبطال؛ فالأبطال هم البنون؛ والبنون هم الأبطال، فلو حذفت النون لكان الكلام: مررت ببني أبطال، وجاز أن نفهم الكلام على الإضافة؛ إضافة البنين إلى أبطال؛ فيتغير المعنى.


١ في آخر رقم ٢ من هامش في أول ص ١٢٩.
٢ ص ١٣٩.
٣ ويدخل فيها: ما سمي به، وما جمع على سبيل، "التغليب" وغيرهما.
٤ يدخل فيها ما سمي به، وما ثنى على سبيل "التغليب" واثنان واثنتان"، وغيرهما من كل ما أعرب إعراب المثنى. كما سبقت الإشارة لهذا في رقم٤ من هامش ص١٢٠.
٥ وفي هذا يقول ابن مالك:
ونون مجموع وما به التحق ... فافتح وقل من بكسره نطق
ونون ما ثني والملحق به ... بعكس ذاك استعملوه، فانتبه.
كلمة "نون" الأولى مبتدأ، خبره: الجملة الفعلية: "افتح" و "الفاء" التي في اولها زائدة، لتزيين اللفظ - كما في الصبان، وانظر رقم ٤ من ص ٣٩٣ وم ٤١ ص ٥٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>