للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثال الفصل بكلمة: "لو" وما يتبعها قول الشاعر:

ولفوك أطيب –لو بذلت لنا- ... من ماء موهبة١ على خمر

ومثال النداء: أنت على أداء المهام الجسام أقدر –يا صديقي– من صفوة الأخلاء.

قول الشاعر:

لم ألف أخبث –يا فرزدق– منكمو ... ليلًا، وأخبث بالنهار نهارًا

فلا يجوز الفصل بينهما بأجنبي "وهو الذي ليس معمولًا لأفعل" ولا بشيء غير ما سبق؛ ولهذا حكموا بالخطأ أو الشذوذ على مثل: ممن أنت أفضل؛ لأن الجار والمجرور: "ممن" متعلقان "بأفضل"٢، و"أنت" مبتدأ خبره: "أفضل" وقد فصل المبتدأ بين "أفضل" والجار مع مجرورة، مع أن المبتدأ أجنبي من أفضل، "أي: ليس معمولًا له".

"ملاحظة": قد يصاغ "أفعل التفضيل" من مصدر فعل يتعدى بحرف الجر "من"؛ كالفعل: قرب، بعد ... فعند التفضيل يجيء هذا الحرف مع مجروره، إما متقدمين على "من" الجارة للمفضول ومتوسطين بينها وبين "أفعل"؛ نحو: المجرب أقرب من الصواب من الناشئ، وإما متأخرين عنهما؛ نحو: المجرب أقرب من الناشئ من الصواب٣ ...


١ نقرة في جوف الصخر يخزن فيها الماء ليبرد.
٢ ويجب تقديمها عليه وحده في هذه الصورة.
٣ وهذا النوع الخاص بالتعدي يخالف النوع الذي سبق في ص٤٠٢ وهو الخاص بدخول "من" على المفضل عليه –كما ستجيء الإشارة لهذا في ص٤١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>