لأَنتَ أَحلَى من لذيذ الكَرَى ... ومن أمانٍ ناله خائفُ ومثل الآية التي في ص٥٥٩؛ وهي {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ....} . ومثال عطف الظرف على ظرف آخر قوله تعالى: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} . ٢ كما سيجيء في ص٦٣٦. وكذلك يصح حذفها وحدها دون معطوفها طبقا لما في ص٦٤١. كما يصح حذف المعطوف عليه قبلها بالطريقة الموضحة في ص٦٣٩ -والتي اشرنا إليها في رقم ٢ من هامش الصفحة الآتية-. ٣ ومثل هذا كل مبتدأ مضاف أخبر عنه بخبر مطابق في التثنية، أو الجمع، للمضاف مع المضاف إليه من غير عطف. "وقد سبق إيضاح هذا لمناسبة أخرى في الجزء الأول ص٤٩٧ م٣٧ باب المبتدأ والخبر". وحذف حرف العطف مع معطوفه ليس مقصورا على الواو مع معطوفها، وإنما يشاركها فيه "إم" "كما سيجيء في "ب" ص٥٩٦، وفي ص٦٣٦" وكذا "الفاء" مع معطوفها كقوله تعالى في أحكام الصوم: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} . الأصل: فمن كان منكم مريضا أو على سفر فأفطَرَ فعدة من أيام أُخر -كما سيجيء في رقم ٥ من هامش ص٥٧٥-. والى هنا يشير ابن مالك في آخر الباب بقوله: والْفَاءُ قَدْ تُحْذَفُ مَعْ مَا عَطَفتْ ... والْوَاو إذْ لاَ لَبْسَ، وهْيَ انْفَردَتْ: بعَطْفِ عامِلٍ مُزَالٍ قَدْ بَقِي ... مَعْمُولُهُ؛ دَفْعًَا لِوَهْم اتُّقِي مزال: قد حذف من موضعه وأزيل منه "راجع ص٦٣٦". يقول: إن الفاء قد تحذف مع معطوفها، وكذلك الواو مع معطوفها، بشرط ألا يترتب على الحذف في الحالتين لبس. وتنفرد الواو بأنها تعطف عاملًا محذوفًا قد بقي معموله على الوجه الذي سنشرحه في ص٥٦٣ التالية. ويريد بقوله: "دفعًا لوهم ... " بيان العلة في الحذف والتقدير: وأنها دفع لوهم يقودنا للوقوع في خطأ.