للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثانية: المنادى المشبه به؛ بشرط أن يذكر معه وجه الشبه؛ كقولك لمغن: يا البلبل ترنيما وتغريدا أطربنا - يا الشافعي فقها وصلاحا سر على نهجه - يا المأمون ذكاء وبراعة أحسن محاكاته، أي: يا مثل البلبل ... يا مثل الشافعي ... ، يا مثل المأمون ... فالمنادى في الحقيقة محذوف، قد حل محله المضاف إليه، فصار منادى بعد حذفه، ولا يصح١ يا "القرية" على إرادة: "يا أهل القرية" لأن الشرط هنا مفقود ...

الثالثة: المنادى المستغاث٢ به، المجرور باللام المذكورة، نحو: يا للولد للولد. فإن لم يكن مجرورا باللام المذكورة لم يصح الجمع بين "يا" و"أل" فلا يقال: يا الوالدا للولد.

الرابعة: اسم الموصول المبدوء "بأل" بشرط أن كون مع صلته علما، نحو: يا ألذي٣ كتب؛ في نداء مسمى بالموصول مع صلته. والأنسب هنا أن يقال فيه: "إنه مبني على ضم مقدر على آخره منع من ظهوره الحكاية في محل نصب". لأنه في هذه الصورة داخل في عداد الأشياء الملحقة بالمفرد العلم.

فإن لم توجد الصلة مع الموصول المبدوء بأل، وكانت التسمية بالموصول وحده لم يصح نداؤه؛ فلا بد لصحة ندائه أن تكون الصلة جزءا من العلم.

الخامسة: نداء العلم المنقول من جملة اسمية مبدوءة "بأل"؛ نحو: الرجل زارع؛ تقول: يا ألرجل٣ زارع، سر على بركة الله.

السادسة: العلم المبدوءة "بأل" إذا كانت جزءا منه٣، يؤدي حذفها


١ على سبيل الحقيقة، لا المجاز.
٢ سيجيء باب "الاستغاثة" وأحكامها في ص٧٧. وأما الجمع فيها بين "يا، وأل" ففي رقم ٣ من ص٨٢.
٣ الهمزة هنا للقطع بعد أن صارت في أول علم؛ فيجب إثباتها نطقا وكتابة في كل الأحوال؛ لأن المبدوء بهمزة وصل إذا سمي به يجب قطع همزته؛ لا فرق بين الفعل وغيره، ولا بين الجملة وسواها إلا لفظ الجلالة: "الله" فله عند النداء الأحكام الخاصة التي سبقت "في رقم ٢ من هامش ص٢٦" وقد نص "الخضري والصبان" على ما تقدم -في آخر باب النداء، ج٣، وهو المفهوم أيضا من كلام "التصريح" ج٢ في ذلك الموضع، وكذلك "المعنى" ج٢ - الباب السابع.
وهذا إشارة في رقم ٣ من هامش ص١٠٩ ويجيء له بيان أكمل في رقم ٢ من هامش ص٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>