٢ ص١٠٥ وفيما سبق يقول ابن مالك في باب عنوانه: "نونا التوكيد". "وسنضع جهة اليسار رقما لكل بيت كما ورد في ترتيب بابه بالألفية؛ لأننا لم نلتزم في عرض مسائل هذا الباب ترتيبها في أبيات الناظم". للفعل توكيد بنونين؛ هما ... كنوني: اذهبن، واقصدنهما-١ يريد بالمثال الأول: نون التوكيد المشددة، وبالثاني: المخففة. ثم قال: يؤكدان "افعل، ويفعل" آتيا ... ذا طلب، أو شرطا إما تاليا-٢ المراد من "افعل" هو: الأمر. ومن "يفعل" "آتيا، المضارع الآتي، أي: الذي زمنه مستقبل، حالة كونه ذا طلب، أو: كونه شرطا تاليا إما. "ففي الجملة تقديم وتأخير": أو: مثبتا في قسم مستقبلا ... وقل بعده، "ما" و"لم" وبعد: "لا"-٣ وغير "إما" من طوالب الجزا ... وآخر المؤكد افتح؛ كابرزا-٤ يريد: أن توكيد المضارع قليل بعد: "ما" و"لم" و"لا" وبعد غير "إن" الشرطية المدغمة في "ما"، من باقي طوالب الجزاء، أي: باقي الأدوات الشرطية التي تطلب جزاء. ويفهم من كلامه السالف أن توكيد المضارع كثير في غير هذه المواضع التي سردها. ومن الكثير ما ذكره أولا مجملا. ثم قال: إن آخر الفعل المؤكد يبنى على الفتح؛ "كابرزا" وأصله: "ابرزن" بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا لأجل الوقف. وسرد بعد هذا أبياتا أربعة في أنواع من التغييرات التي تصيب الفعل عند إسناده لضمائر الرفع البارزة، وسنعود إليها عند الكلام على هذه التغييرات، ثم بين الأحكام التي تختص بها "الخفيفة"، وعرضها في خمسة أبيات ختم بها الباب وسنذكرها فيما يلي -ص ١٧٩ وما يليها.