٢ إلا التمني الذي أداته: "لو" فإنه كالنفي؛ لا يجزم المضارع في جوابه عند غيبة الفاء. ويعللون عدم الجزم بعد "لو": "بأن إشرابها التمني طارئ عليها؛ فلذا لم يسمع الجزم بعدها"، فإذا صح هذا التعليل الذي سجله الصبان نقلا عن ابن هشام والسيوطي، فإنه منطبق أيضا على "ألا" التي للتمني. فلماذا سكتوا عنها؟ انظر ما يتصل بهذا في ص٣٧٠ وفي رقم ٣ من هامش ص٣٨٧. ٣ ويؤيد رأيه أيضا بقراءة من قرأ قوله تعالى: "ولا تمنن تستكثرْ" بجزم المضارع "تستكثر" على معنى: تظهر كثرة نعمك على غيرك.. وقوله عليه السلام في شجرة الثوم: "من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا هذا، يؤذنا" بجزم المضارع "يؤذ" بحذف الياء من آخره. وقول أحد الصحابة يخاطب الرسول في أثناء موقعة: "يا رسول الله. لا تشرف، يصبك سهم". بجزم المضارع "يصب". فالأفعال المضارعة في النصوص السالفة مجزومة مع عدم استقامة المعنى بوضع "إن" الشرطية تليها "لا" النافية، بدلا من "لا" الناهية. أما اللذين يتمسكون "بإن، و ... " فيعربون تلك الأفعال المجزومة إعرابا آخر؛ فيقولون: "تستكثر"=