للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب- ومن أنواع الطلب -في الرأي الراجح- الترجي. وقد سبق تعريفه والكلام عليه١؛ فإذا وقع في جوابه المضارع مقرونا بفاء السببية وجب نصبه بأن مضمرة وجوبا؛ ومن الأمثلة: "لعلك مزود بالجد والصبر فتبلغ اسمى الغايات، ولعلك تحفظ حق النعمة فيديمها الله عليك". فإذا سقطت هذه الفاء وخلا مكانها، صار المضارع بعدها -في ذلك الرأي الراجح- جواب للترجي مجزوما إن تحققت شروط الجزم التي عرفناها؛ ففي الأمثلة السالفة نقول: لعلك مزود بالجد والصبر، تبلغ أسمى الغايات، ولعلك تحفظ حق النعمة يدمها الله عليك. ومثل قول الشاعر:

لعل التفاتا منك نحوي ميسر ... يمل بك من بعد القساوة لليسر

......................................٢ ... ........................................


١ في ص٣٧٨.
٢ وقد اكتفى الناظم في الكلام على فاء السببية بعد الترجي وعلى سقوطها وجزم المضارع بعد غيابها جوابا للترجي -ببيت واحد "سبق شرحه في هامش ص٣٧١ لمناسبة أقوى وأليق" هو:
والفعل بعد "الفاء" في الرجا نصب ... كنصب ما إلى التمني ينتسب-١٧
يريد: أن الفعل المضارع الواقع بعد الفاء المسبوقة بالرجاء ينصب، كما ينصب المضارع الواقع بعد التمني على اعتبار الفاء سببية في كل منهما. ولم يذكر شروطا ولا فروعا لنصبهما، ولم يتعرض لحكم المضارع إذا سقطت الفاء بعد الترجي. وقد تداركنا هذا كله. ثم انتقل من هذا البيت إلى آخر يتضمن حكم المضارع المعطوف على اسم صريح؛ فقال:
وإن على اسم خالص فعل عطف ... تنصبه "أن" ثابتا أو منحذف
وقد سبق تفصيل الكلام على هذا المعنى وافيا شاملا في موضع أنسب "ص٢٨٨" ...

<<  <  ج: ص:  >  >>