للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد، تفد نفسك كل نفس ... إذا ما خفت من أمر تبالا١

وقول الآخر٢:

فلا تستطل مني بقائي ومدتي ... ولكن يكن للخير منك نصيب

والأصل فيهما: لتفد، ليكن ... ، فحذفت اللام للضرورة الشعرية.

٤- أن تحريكها بالكسر هو الأكثر؛ إذا لم يسبقها "الواو، أو الفاء، أو ثم". وفتحها لغة إن فتح تاليها. فإن سبقها أحد الأحرف الثلاثة المذكورة جاز تسكينها وتحريكها على الوجه السالف، لكن التسكين أكثر. نحو قولهم: من ولي من أمور الناس شيئا فليراقب ربه فيما وليه، وليذكر أنه محاسب على ما يكون مه، ثم لينتظر عاقبة ما قدمت يداه..٣.

ثانيها: "لا" الطلبية

وهي التي يطلب بها الكف عن شيء وعن فعله٤. فإن كان الطلب موجها ممن هو أعلى درجة إلى من هو أدنى سميت "لا الناهية"٤ وإن كان من أدنى لأعلى سميت: "لا الدعائية" وإن كان من مساو إلى نظيره سميت: "لا التي للالتماس"٥ ... ومن أمثلة الناهية قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ} . وقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} -أي: ولا تتفرقوا.

ومن أمثلة الدعائية قوله تعالى: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} . وقول الشاعر:


١ هلاكا. والبيت لحسان.
٢ يخاطب ابنه العاق الذي يتمنى لوالده الموت.
٣ وبالتسكين جاء قوله تعالى: في الآية التالية -وقد سبقت لمناسبة أخرى في رقم ٢ من هامش ص١٩٤ {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} .
٤ و٤ انظر ما يتصل بهذا المعنى في "ج" ص٤١٢.
٥ وقد سبقت الإشارة لهذا في النواصب عند الكلام على الطلب ص٣٦٦. وبيان الأفضل في تسميتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>