للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول الآخر:

إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد ... لها أبدا ما دام فيها الجراضم١

أي: لا يكن ربرب أعرفه -لا تكن منا عودة بعد خروجنا٢ ...

فإن كان مبدوءا بعلامة التكلم مع بنائه للمجهول جزمته بكثرة؛ نحو: لا أخرج من وطني إلا تحت ظلال السيوف أو لا تخرج من وطنا ... وإنما كثر هذا لأن النهي متجه إلى غير المتكلم؛ فأصل الكلام. لا يخرجني أحد، أو لا يخرجنا أحد.. فالنهي منصرف للفاعل وهو غير المتكلم. ثم حذف الفاعل وناب عنه ضمير المتكلم؛ فصار الكلام: لا أخرج، ولا نخرج٣.


١ كثير الأكل، كبير البطن، ويريد الشاعر به: معاوية بن أبي سفيان.
٢ ومن المسموع الذي لا يقاس عليه قول الشاعر:
ولا أكن كقتيل العين بينكمو ... ولا ذبيحة تشريق وتنحار
"وقتيل العين" -بفتح العين وسكون الياء- عند العرب من ذهب دمه هدرا. "وذبيحة التشريق" هي التي تذبح في عيد الأضحى، ويشرق بعض لحمها "أي: يخفف" ليأكله أصحابه خلال أيام العيد. "والتنحار": النحر.
٣ هذا تعليل جدلي. والتعليل الحق مجرد استعمال العرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>