للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتنفرد كل أداة منهما بأمور؛ فما تنفرد به "لم":

١- صحة دخول بعض أدوات الشرط عليها "مثل: إن، إذا، من، لو ... " كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} وقول الشاعر:

إذا لم يكن فيكن ولا جنى ... فأبعدكن الله من شجرات

وقول الآخر:

من لم يؤدبه الجميـ ... ـل ففي عقوبته صلاحه....١

وقول المتنبي يرثي جدته:

ولو لم تكوني بنت أكرم والد ... لكان أباك الضخم كونك لي أما

وإذا دخلت أداة الشرط على "لم"٢ صار المضارع بعدها متجردا للزمن المستقبل المحض، وبطل تأثير "لم" في قلب زمنه للماضي. ومعنى هذا: أن "لم" تقلب زمن المضارع من الحال والاستقبال إلى الماضي بشرط ألا تسبقها إحدى الأدوات الشرطية التي تخلص زمنه للمستقبل المحض، فإن سبقته إحدى هذه الأدوات مثل: إن -من. و. ولم ينقلب زمنه للماضي، وصار التأثير في زمنه مقصورا على أداة الشرط وحدها؛ فتخلصه للمستقبل المحض. كالشأن في الأدوات الشرطية التي تجعله للمستقبل الخالص.

لكن ما الذي يجزمه إذا اجتمعت قبله أداة الشرط و"لم" معا، وكانت أداة الشرط جازمة كالتي في بعض الأمثلة السابقة، وفي قولهم: من لم يقدمه الحزم يؤخره العجز؟ ٣


١ ومثله قول الآخر:
ومن لم يصن في حاجة ماء وجهه ... عن الناس لم يلبس ثياب جلال
٢ وقد تكون "لم" مقدرة هي ومضارعها بعد أداة الشرط، كقول الشاعر:
إذا الشعر لم يسحرك عند سماعه ... فليس خليقا أن يقال له شعر
٣ وفي إعراب قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا} يقول الخضري "ج١ آخر باب: المعرب والمبني" عند الكلام على بيت ابن مالك: =

<<  <  ج: ص:  >  >>