للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} ١، وقول الشاعر:

غاية البؤس والنعيم زوال ... لم يدم في النعيم والبؤس حي

وقول الآخر في مغنية:

غنت فلم تستبق جارحة ... إلا تمنت أنها أذن١

٤- صحة وقوع الاسم بعدها معمولا لفعل محذوف بعدها، يفسره شيء مذكور. كقول الشاعر:

ظننت -فقيرا- ذا غنى، ثم نلته ... فلم -ذا رجاء- ألقه غير واهب

والتقدير: فلم ألق ذا رجاء -ألقه- غير واهب إياه ما يريد، وما يحتاج إليه٢. والأحسن الرأي يقصر هذه الحالة على الضرورة الشعرية، ويمنع القياس عليها في النثر.

٥- امتناع حذف مضارعها -في غير الصورة السالفة- إلا في الضرورة٣ كقول القائل:

احفظ وديعتك التي استودعتها ... يوم الأعازب٤، إن وصلت وإن لم

أي: وإن لم تصل ...


١ و١ قد يكون اتصاله بالحال واجبا، لأمر عقلي يقتضي ذلك؛ كما في قوله تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} أو لأمر لفظي "لغوي" كوجود كلمة تفيد بانضمامها إلى "لم" معنى الدوام والاستمرار؛ كما في بعض الأفعال الناسخة المنفية من أخوات "كان"؛ وهي الأفعال الأربعة التي يشترط لإعمالها أن تكون مثالية؛ مثل؛ "لم يبرح، لم يزل، لم يفتأ، لم ينفك" وعلى كل حال: المعول عليه في الاستمرار وعدمه هو: القرائن.
٢ معنى البيت: كان الناس يظنونني -في حال فقري- غنيا مع أني لم أكن غنيا في الواقع. فلما منحني الله الغنى لم ألق ذا رجاء في مروتي وأمل في معاونتي، إلا حققت رجاءه وأمله؛ فمنحته من المال ما يرضيه. فكلمة: "فقيرا" حال.
٣ سبق المراد من الضرورة في رقم ٢ من هامش ص٢٧١.
٤ يوم الأعازب، أو يوم الأغارب: يوم معهود من أيام العرب. ويقول صاحب الدرر اللوامع على "همع الهوامع" "ج٢ ص٧٢" لم أقف عليه في كتب أيام العرب. والبيت منسوب للشاعر ابن هرمة..

<<  <  ج: ص:  >  >>