للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ما يستحق فاغبطه، وإن أحد نال ما لا يستحق فترقب أن تسلبه الأيام ما نال. وقول أحد الخلفاء لقائد جيشه المنتصر: اتقوا الله في الأسرى؛ عاملوهم برفق، وانزلوا معهم على حكم الدين". وإن فتية منهم أصلهم الهوى فاهدوهم سواء الصراطن وإن شيوخ استبد بهم ما ألفوه فترفقوا بهم إلى حين، وإن نساء لم يسلمن من الفزع، فأدخلوا السكينة على قلوبهن.

ومن أمثلة الحذف بعد "إذا" الشرطية قوله تعالى في وصف يوم القيامة: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ، وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ، وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ، وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ، عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} ، وقول الشاعر:

إذا الملك الجبار صعر خده ... مشينا إليه بالسيوف نعاتبه

وقول الآخر:

إذا أنت عاتبت الوضيع فإنما ... تخط على صفح من الماء أحرفا

ومن أمثلة الحذف بعد أداة شرطية غير "إن وإذا" والمفسر غير ماض، قول الشاعر يصف غادة هيفاء:

صعدة١ نابتة في حائر٢ ... أينما الريح تميلها تمل

٨- امتناع تصدير الجملة الشرطية بالحرف: "قد": فلا يصح: إن -قد- يعدل الراعي تسعد رعيته. لأن مجيء "قد" بعد فعل الشرط يقتضي٣ تحقيق وقوع فعل الشرط. وتقريبه من الحال. مع أن فعل الشرط يقتضي احتمال أمرين؛ وقوع معناه وعدم وقوعه: كما يقتضي أن زمنه مستقبل محض٤.

٩- امتناع وقوع الجملة الشرطية حالا -طبقا للبيان الذي سلف٥.

١٠- امتناع تصديرها٦ بأداة شرطية، "جازمة، أو غير جازمة" قبلها


١ رمح مستو، وقناة لا عوج فيها.
٢ مجتمع الماء.
٣ مراعاة للاستعمال الأغلب.
٤ راجع شرح التصريح ج٢ باب الجوازم عند الكلام على "لما".
٥ في رقم ٥ من هامش ص٤٢٢.
٦ في الرأي الأشهر "ولهذا صلة بالحكم الخامس".

<<  <  ج: ص:  >  >>