٢ أطال النحاة القول في إعراب: "أل" الموصولة التي هي اسم مستقل، أتكون مبنية على السكون في محل رفع، أو نصب، أو جر، على حسب جملتها؟ أم تكون. "أل" معربة بحركات مقدرة وليست مبنية؟ . وما إعراب الصفة الصريحة بعدها في الحالتين؟ وما نوع الصلة كذلك؟ .... وخير ما انتهوا إليه. أنها مع الصفة التي بعدها بمنزلة الشيء الواحد، فكأنهما المركب المزجي، يظهر إعرابه على الجزء الأخير منه "راجع هامش التصريح في هذا الموضوع، والخضري عند الكلام على بيت ابن مالك: وصفة صريحة صلة "أل".... إلخ". أما صلتها فقد اختاروا إدخالها في نوع: "الشبيه بالجملة"، واعتبارها منه، وليست من نوع الجملة. وبهذا الرأي يوجد نوع جديد من شبه الجملة، خاص بصلة: "أل" وحدها، إذ المعروف أن شبه الجملة - كما أشرنا في رقم ٢ من هامش ص ٣٤١- نوعان فقط، هما: الظرف، والجار مع مجروره. فهذا الرأي يحدث قسما ثالثا لشبه الجملة، وهو - على ما به- أيسر الآراء، وأنسبها وأقلها مغامز- كما سيجيء في ص ٣٨٨ وله إشارة في ص ٣٧٠ -. ٣ وهي نوع آخر يخالف "ذو" التي بمعنى "صاحب"، إحدى الأسماء الستة، والتي سبق الكلام عليها في ص ١٠٩ وتستعمل "ذو" اسم موصول، مبني على السكون المقدر على الواو في محل كذا - وهذا عند بعض القبائل العربية، "ومنها، طي، أو: طييء- والنسبة السماعية إليهما: طائي"، دون بعض آخر. ومن أمثلتها قول مسعدان الطائي: فقولا لهذا المرء ذو جاء ساعيا ... هلم، فإن المشرفي الفرائض أظنك - دون المال- ذو جئت تبتغي ... ستلقاك بيض للنفوس قوابض "المشرفي: السيف- الفرائض: العطايا المفروضة". وفي الجزء الثالث من كتاب "للمبرد - باب أخبار الخوارج- أمثلة أخرى متعددة. ولفظها مفرد مذكر في جميع حالاته، لكن معناها قد يكون غير ذلك، فيراعي في الضمير العائد عليها لفظها أو معناها. والقبائل التي تستعملها مذاهب مختلفة، أشهرها ما ذكرنا هنا. ومنهم من يدخل عليها تغييرا عند استعمالها للمؤنث، فيجعل واوها ألفا، ويزيد عليها تاء التأنيث فتصير: "ذات" لتكون بعد الزيادة مثل: "التي" في الدلالة على المفردة المؤنثة. ولكن تمتاز: "ذات" بأنها تدل بصيغتها الحالية على المثنى المؤنث أيضا، وبأنها تجمع على: ذوات" =