للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب١ بفعل لا بشيء آخر، وهذا الفعل محذوف وجوبًا -لأنه كوْن عامّ٢- تقديره: استقرّ، أو حَل، أو نزلَ ... وفاعله ضمير مستتر يعود على اسم الموصول، ويربط بينه وبين الصلة. فالأصل فى المثالين السابقين: تكلم الذى استقر عندك، وسكت الذى استقر فى الحجرة. وهكذا ...

"ملاحظة"؛ إذا وقع الظرف نفسه صلة "أل" - بأن دخلت عليه مباشرة، كصنيع بعض القبائل العربية فى مثل قولهم: سررت من الكتاب الْمَعَك؛ يريدون: الذى معك - فإنَّ تعلق الظرف فى هذه الحالة لا يكون إلاّ بصفة صريحة، تقديرها: "الكائن"، أو: نحوهذا التقدير. لأن صلة: "أل" لابد


١ لأن الصلة - لغير أل - كما قلنا ق- لا بد أن تكون جملة "للسبب الذي في رقم ١ من هامش ص ٣٨٣" ووقوع الظرف أو الجار مع المجرور صلة ليس قائما على أساس أنه بنفسهه الصلة، وإنما على أساس تعلقه بفعل يكون هو وفاعله الصلة في الحقيقة. ولا يصح في هذه الصلة التي لغير: "أل" أن يكون الظرف أو الجار مع المجرور متعلقا باسم محذوف، مشتق أو شبهه يكون خبرا لمبتدأ محذوف، ويكون التقدير مثلا: تكلم الذي هو كائن عندك، أو في الحجرة، لا يصح ذلك لأن شرط الحذف من الصلة - كما هو مدون في ٣٣٩٢ و ٣٩٤ - ألا يصلح الباقي بعد الحذف لا يكون صلة. والباقي هنا - وهو الظرف أو الجار مع المجرور- صالح ذلك- أما في غير الصلة فالظرف والجار مع مجروره إذا تعلقا بمحذوف، جاز أن يكون فعلا وأن يكون مشتقا مع مرفوعه، كما إذا وقعا خبرا، أو صفة، أو حالا. ... وفريق من النحاة يرى أن الظرف وحده، أو الجار مع المجرور، هو الصلة دون الحاجة إلى متعلقهما. لكن إذا عرفنا أن وظيفتهما المعنوية في الجملة لا تتحقق إلا مع قيام عامل فيهما يكملان معناه - أمكننا أن نستريح إلى ما يقوله أصحاب الرأي الأول من وجود عامل محتوم لهما، وأن هذا العامل المحتوم هو في الصلة فعل يتعلقان به، فيحذف حينا، أو يذكر حينا على حسب احكامه الخاصة به.
- وقد أوضحناه هذا في باب: "حروف الجر"، آخر الجزء الثاني - غير أننا في عصرنا قد نعرب الظرف أوالجار مع المجرور صلة، وخبرا، وحالا، وصفة، من غير أن نذكر في الكلام أن كلا منهما متعلق بمحذوف، ومن غير إنكار لأمر هذا المحذوف، وإنما نهمله اعتمادا على شهرته ومعرفته، وأنه لا حجة لترديده مع الاقتناع بوجوده. وهذا إيجاز حسن مقبول. ويتفق مع رأي بعض الأئمة ممن يقولون إن اختصاص الفعل في الصلة قد انتقل إلى شبه الجملة كما انتقل إليه أيضا ضمير الفعل.
"وقد أشرنا لهذا في هامش ص ٣٨٤ وسيجيء تفصيله في هامش ص ٤٧٥ حيث قلنا في تلك الصفحة لا غنى عن الرجوع إلى الإيضاح التام الذي في جـ ٢ ص ٢٣٢ م ٧٨ وص ٤١٣ وما بعدها م ٨٩".
٢ سبق - في رقم ١ من هامش ص ٣٨٤ أنه لا بد أن يكون العامل المحذوف "فعلا" إذا تعلق به شبه الجملة الواقع صلة لموصول غير "أل" كما يجب تقديره فعلا في جملة القسم، لأن جملة الصلة لموصول غير "أل" وجملة القسم الذي يحذف عامله لايكونان إلا فعلتين - كما سيجيء في وجع ٢ق باب الظرف ص ٢٣٢ م ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>