للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملاحظة "أل"؛ فهويتخطاها؛ برغم أنها اسم موصول١ مستقل، وأن صلته هى شبه الجملة المكون من الصفة الصريحة مع فروعها. فالصفة وحدها هى التى تجرى عليها أحكام الإعراب٢، ولكنها مع فروعها صلة لا محل لها. والأخذ بهذا الإعراب أيسر وأبعد من التعقيد الضارب فى الآراء الأخرى.

فإن غلبت الاسمية على الصفة صارت اسماً جامد، ولم تكن "أل" الداخلة عليها اسم موصول، مثل الأعلام: المنصور، والهادى، والمأمول، والمتوكل ... من أسماء الخلفاء العباسيين؛ ومثل: الحاجب؛ لما فوق العين. والقاهر، والمنصور، والمعمورة، من أسماء البلاد المصرية٣.


١ وهل تفيد التعريف أو لا تفيده؟ رأيان سبق تفصيل الكلام عليها في رقم ٢ من هامش ص ٣٣٥٦ ورقم ١ من هامش ص ٣٧٠
٢ وقد سبق هذا " في رقم ٢ من هامش ص ٣٥٦ وص ٣٣٣٥٧....." وهو رأي لبعض النحاة القدامي.
٣ وفي الصلة وشروطها وما يتصل بها يقول ابن مالك بإيجاز:
وكلها يلزم بعده صله ... على ضمير لائق مشتمله
وجملة أو شبهها الي وصل ... به كمن عندي الي ابنه كفل
وصفة صريحة صلة: "أن" ... وكونها بمعرب الأفعال قل
أي: كل الموصولات يحتاج بعده إلى صلة دائما، ولا فرق في هذا بين الموصولات، والحرفية ثم قال! الصلة لا بد أن تشتمل على ضمير لائق، أي: مطابق للموصول. وقد عرفنا أن هذا الرابط خاص بصلة الموصول الاسمي دون الحرفي. ثم بين أن الذي يوصل به "أي: الذي يكون صلة" هو الجملة أو شبه الجملة. وأتى بمثال واحد فيها موصولان، أحدهما صلته شبه جملة، والآخر صلته جملة، والمثال هو: "من عندي الي ابنه كفل"، أي: الذي عندي هو الذي ابنه كفل "أي: كان موضع الرعاية".
فكلمة: "من" اسم موصول مبتدأ، وصلته شبه الجملة: "عند" وخبره: الذي، اسم موصول أيضا. وصلته جملة اسمية هي: "ابنه كفل".
ثم أشار في البيت الثالث إلى أن صلة "أل" لا تكونن إلا الصفة الصريحة وقد شرحناها وأن دخولها على الفعل المعرب وهو المضارع قليل، فيكون هو وفاعله صلة. ومن أمثلته اليت الذي سبق في هامش ص ٣٨٧ - وهو:
ما أنت بالحكم الترضى حكومته ... ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل

<<  <  ج: ص:  >  >>