للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحو: أحسنت العمل لكي أفوز بخير النتائج. ومنها ومن صلتها معها يسبك المصدر المؤول الذى يُستغنَى به عنهما، ويعرب على حسب حاجة الجملة، وحاجتها لا تكون هنا إلا لمجرور باللام دائمًا ...

د- "ما"، وتكون مصدرية١ ظرفية؛ نحو: سأصاحبك ما دمت مخلصًا، أي: مدة دوامك مخلصًا، وسألازمك ما أنصفت، أي: مدة إنصافك. وقول الشاعر:

المرء ما عاش ممدود له أملٌ ... لا تنتهى العين حتى ينتهى الأثر٢

أي: مدة عيشه٣....

ومصدرية غير ظرفية٤، مثل::فزعت مما أهمل الرجل؛ أى: من أهمال الرجل ... ودهشت مما ترك


١ وهي المصدرية الزمانية، لأن الزمان يقدر قبلها، فيذكر قبلها كلمة: "زمان" أو مدة ... أو وقت ... أو نحو ذلك من كل ما يفيد معنى الزمن. ويرى فريق من النحاة أن الأفضل تسميتها بالمصدرية الزمانية، بدلا من تسميتها المشهورة "المصدرية الظرفية". وحجته: أن التسمية الأولى وحدها هي التي تشمل نحو قوله تعالى: {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيه} إذ التقدير: ي كل وقت أضاءته لهم ... فالزمان المقدر "مضاف" إليه مجرور، والمجرور بالإضافة لا يسمى ظرفا. ومن المضاف إليه - لهم.... فالزمان المقدر "مضاف" إليه مجرور، والمجرور بالإضافة لا يسمى ظرفا. ومن المضاف إليه - وهو المصدر المؤول اكتسب المضاف، "وهو كلمة: "كل" الظرفية الزمانية. وكلمة: "كل" منصوبة بجوابها: "مشوا" وسيجيء في باب "كان" ص ٥٦٣ إيضاح أكمل، يتناول "ما" المصدرية الظرفية، بمناسبة الكلام هناك على: "ما دام".
٢ أي: لا تنتهى العين من التطلع إلى الأشياء التي تدعو للأمل إلا بانتهاء كل أثر للإنسان، وهذا يكون بانتهاء أجعله.
٣ ومثل هذا ما قيل في الرثاء:
أبكي لفقدك ما ناحت مطوقة ... وما سما فمنن يوما على ساق
٤ علامتها أن يصلح في مكانها "أن" المصدرية. لكنها لا تنصب المضارع كما تنصبه "أن" و"أن" المصدرية الداخلة على الماضي لا تغير زمنه، بل تتركه على حاله، وتخلص زمن المضارع المستقبل. ولا تدل على الحال مطلقا. بخلاف "ما" المصدرية بنوعيها فتصلح للأزمنة الثلاثة على حسب المعنى والقرينة، ولكن الأكثر أن تكون للحال....
"راجع" ص ٤١٠ والملاحظة التي في رقم ٤ من هامشها، والبيان الذي في رقم ٥ من هامش ص ٤١٩".
وقد يختلط الأمر -على غير الفطن- بين "ما" التي هي اسم موصول والتي هي حرف موصول، مع أن المعنى يختلف باختلاف نوعهما، ففي مثل: أعجبني ما صنعت! وسرني ما لبست: يجوز أن تكون "ما" اسم موصول فيهما، والعائد محذوف تقديره: ما صنعته، وما لبسته، كما يجوز أن تكون "ما" حرف موصول، ولا شيء محذوف، والتقدير، أعجبني صنعك، وسرني لبسك، وهذا صحيح في المثالين السابقين وأشباههما، عند فقد القرينة التي تعين فإن وجدت قرينة توجه إلى أحدهما دون الآخر وجب الأخذ بتوجيهها، كأن يكون المصنوع والملبوس أمرا معينًا معروفًا، والحديث متجه إلى ذاته ومادته، فتكون "ما" اسم موصول. أما إن كان المراد التحدث عن المعنى المجرد، أي: الحدث، وهو الصنع نفسه، أو اللبس، فإن "ما" حرف موصول.
وهناك حالة يتعين فيها أن تكون "ما" حرف موصول، هي: أن يكون الفعل بعدها لازمًا، أو يكون متعديًا قد استوفى مفعوله، مثل: "وضاقت عليهم الأرض بما رحبت" و"يسر المرء ما ذهب الليالي....." لأن الفعل بعدها لازم، فلو كانت اسم موصول لم نجد عائدًا، ولا يصح تقدير ضمير ومثله، أعجبني ما قمت، للسبب السابق أيضًا. ومثل سرني ما قرأت الصحف- وما كتبت الرسل، فالفعل فيهما متعد قد استوفي مفعولة، ولا يصح فيه تقدير ضمير مفعول آخر. "وسيجيء في باب: "كان" ص ٥٦٣، كلام عن "ما" المصدرية الظرفية بمناسبة البحث في: ما دام كما أشرنا في رقم١ من هامش الصفحة السابقة".

<<  <  ج: ص:  >  >>