للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ما دامت تؤدي هذه المعاني، ولكنها بحسب أصلها السابق على هذا تقبل التاء.

"حـ" يقول النحاة: إن تاء التأنيث الساكنة تظل ساكنة إذا وليها متحرك، مثل: حضرتْ زينب. فإن جاء بعدها ساكن كسرت -غالبًا- مراعاة للأصل فى التخلص من التقاء الساكنين؛ مثل: كتبتِ البنتُ المتعلمة. إلا إذا كان الساكن ألف اثنتين فتفتح. مثل: البنتان قالتا إنا فى الحديقة.

هذا، وقد عرفنا١ فى ص٤٢، حكم التنوين إذا جاء بعده حرف ساكن. وبقي حكم عام؛ هو أن كل حرف ساكن صحيح فى آخر الكلمة فإنه يحرك بالكسر إذا جاء بعده -مباشرة- ساكن آخر؛ نحو: خذ العفو، ولا تظلمِ الناس. إلا فى موضعين، إحداهما: أن تكون الكلمة الأولى هى: "مِنْ" والثانية: "أل" فإن الساكن الأول يحرك بالفتح؛ مثل: أنفق منَ المال الحلال.

والآخر: أن تكون الكلمة الأولى منتهية بميم الجمع؛ فإنه يحرك بالضم؛ مثل: لكمُ الخير.

فإن كان آخر الكلمة الأولى حرف مَدّ٢، أو واو الجماعة، أو ياء مخاطبة، حذف نطقاً لا كتابة؛ للتخلص من التقاء الساكنين٣؛ مثل: نحن عرفنا العلوم النافعة، الطلاب سألوا المولى أن يوفقهم، اسألي المولى الهداية.

ويجوز تلاقي الساكنين فى الوقف، وعند سرد بعض الألفاظ، نحو: كاف، لام، جيم٣ "راجع هذا بمناسبة أخرى فى جـ ٤ عند الكلام على ما تختص به نون التوكيد"، أما فى غيرهما فيجوز بشرطين:

أحدهما: أن يكون الساكن الأول حرف مدّ٢، يليه حرف مدغم فى نظيره، "أى: حرف مشدد".

والآخر: أن يكونا فى كلمة واحدة. مثل عامة، خاصة، الضّالين، الصّادون عن الخير. وهذا متفق عليه. ويرى آخرون أن مثله ما هوفى حكم الكلمة الواحدة. على الوجه المشروح فى مكانه. المناسب٣ من جـ ٤ ص ١٣٩ م ١٤٣ باب: نون التوكيد.

وللمسألة بقية هامة فى "حـ" من ص ٨٨، ١٦٢، ٢٥٥.

"د" عرفنا أن كل فعل لا بد أن يدل -فى الغالب- على شيئين؛ معنى "حدث" وزمن. فالماضى له أربع حالات من ناحية الزمن٥: تتعين


١ في ص ٤٣.
٢ أي: حرف علة، قبله حركة تتناسبه.
"٣، ٣، ٣" يجيء بمناسبة أخرى مع توضيحه في ص ٩٥ و ٩٦ هامشهما. وفي جـ٤- باب نون التوكيد - عند الكلام على ما تختص به هذه النون "م ١٤٣ ص ١٧٢".
٤ في ص ٤٦.
٥ وقد عرفنا بيانًا هامًّا- في رقم٢ من هامش ص٤٦ - مؤداه: أن بعض الأفعال الماضية لا يدل -عند المحققين- على زمن، مثل: "نعم وبئس" وأخواتهما عند قصد المدح والذم. ومثل: أفعل" في التعجب إذا لم تتوسط "كان" الزائدة بينه وبين "ما" التعجبية، نحو: ما أنفع نهر النيل. فالفعل "أنفع" متجرد لإنشاء التعجب بغير دلالة على المضي إلا أن جاءت قبله "كان" الزائدة، نحو: ما كان أنفع النيل -كما سيجيء في مبحث زيادة "كان" م ٤٤ - ٥٧٩ وليس الأمر مقصورًا على "كان" الزائدة، وإنما يشمل كل لفظ، وكل قرينة تدل على التقييد بزمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>