للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما سبق يتبين أن النواسخ بحسب التغيير١ الذى تحدثه ثلاثة أنواع: نوع يرفع اسمه وينصب خبره - فلا يرفع فاعلا، ولا ينصب مفعولا - مثل: "كان وأخواتها"، ونوع ينصب اسمه ويرفع خبره؛ مثل: "إن وأخواتها"، ونوع ينصب الاثنين ولا يستغنى عن الفاعل؛ مثل: "ظن وأخواتها". ولكل نوع أحواله وأحكامه المفصلة فى بابه الخاص. وكلامنا الآن على: "كان" وأخواتها من الأفعال الناسخة التي تعمل عملها٢، وتسمى أيضاً: الأفعال الناقصة٣.

وفيما يلي بيان أشهرها، وشروطه عمله، ومعنى كل فعل:

إنها ثلاثةَ عَشَرَ فعلا٤؛ كان - ظل - بات - أصبح - أضحْى -


١ أما النواسخ بحسب صيبغتها وتكوينها اللفظي فثلاثة أنواع أيضا. "أفعال" مثل: كان وأكثر أخواتها، و "أسماء" وهي المشتقات من مصادر تلك الأفعال التي يمكن الاشتقاق منها، مثل مصادر كان، واصبح، وأمسى.... فيقال: يكون - كن - كائن.... وهكذا.
وحروف " مثل: "ما الحجازية" من أخوات كان.... ومثل "إن" وأخواتها.
٢ ولها نظائر أخرى من الحرو ف تعمل عملها سيجيء الكلام عليها في ٥٩٣.
٣ سميت "ناقصة" لأن كل فعل منها يدل على "حدث ناقص" "أي: معنى مجرد ناقص" لأن إسناده إلى مرفوعه لا يفيد الفائدة الأساسية المطلوبة من الجملة الفعلية إلا بعد مجيء الاسم المنصوب، فالاسم المنصوب هو الذي يتمم المعنى الأساسي المراد، ويحقق الفائدة الأصلية للجملة، وهذا يخالف الأفعال التامة، فإن المعنى الأساسي يتم بمرفوعها الفاعل، أو نائب الفاعل، "فكان" الناقصة مثلا تدل مع اسمها على حصوله ووجوده وجودا مطلقا "وهو: ضد العدم" وهذا معنى غير مراد، ولا مطلوب، فإذا جاء الخبر تعين المعنى المطلوب، وتحدد.
و"صار" مع اسمها تدل على مجرد تحوله، وانتقاله من حالته، من غير بيان لحالته الجديدة. ولا توضيح لما انتهى إليه أمره، والخبر هو الذي يبين ويوضح.
و"أصبح" مع اسمها تدل على مجرد دخوله في وقت الصباح، وليس هذا هو المقصود من الناقصة فإذا جاء الخبر كان كفيلا بتحقيق المراد. وهكذا....
وليس السبب في تسميتها "ناقصة" أنها تتجرد للزمان وحده، ولا تدل معه على حدث معنى" كما يقول بعض النحاة - وأشرنا إليه في رقم ٢ من هامش ص ٤٦ -، فهذا الرأي مدفوع بأدلة كثيرة جاوزت العشرة، وسجلتها المطولات "وقد أشار إلى بعضها بإيجاز محمود، ومنطق سليم: صاحب "حاشية الأمير على المغنى" في الباب الثالث المجلد الثاني، عند الكلام على تعلق الظرف والجار والمجرور بالفعل الناقص".
٤ غير الأفعال التي بمعنى: "صار" وستذكر بعدها في ص ٥٥٧، وغير "أفعال المقاربة" وما يتصل بها. ولها باب مستقل- في ص ٦١٤-، وغير أفعال أخرى قليلة الشهرة، لقلة استعمالها ناقصة في فصيح الأساليب، مثل أفتأ، بمعنى: فتيء ...
هذا والأفعال السبعة الأولى كاملة التصرف نسبيا- إذ يجيء من مصدرها أكثر المشتقات- "وليس" جامدة بالاتفاق، و "دام" جامدة على الأصح. والأربعة الباقية، ناقصة التصرف.
كما سيجيء في ص ٥٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>