للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففى مثل: أصبح العصفور يغرد - يكون زمن المضارع "يغرد" ماضياً، مع أن الفعل مضارع، ولكنه - هووكل الأفعال المضارعة - يتابع زمن الفعل الماضى الناسخ، بشرط عدم المانع الذى يعينه لغيره - كما أشرنا -.

وأن أخبارها لا تكون جملة فعلية ماضوية، ما عدا "كان" فإنها تمتاز بصحة الإخبار عنها بالجملة الماضوية١.

بقي من شروط الخبر: أن يتمم المعنى بنفسه مباشرة مع الاسم - وهو الغالب - وقد يتممه في بعض الأحيان بمساعدة النعت، طبقا للبيان المفصل الذي سبق في باب: "المبتدأ والخبر" موضحا بالأمثلة....

ويشترط في الخبر أيضا ألا يكون معلوما من اسم الناسخ وتوابعه، كما في البيان السالف٢.

أما فى غير الأمور المشتركة السالفة فلكل فعل ناسخ - وكل ما قد يكون لمصدره من مشتقات ٣ - معناه الخاص مع معموليه٤ وشروطه الخاصة التى سنعرضها فيما يلى:


١ راجع حاشية الألوسي على القطر ص ٣٤٠ غير أن المراجع الأخرى تضطرب في هذا الحكم وتختلف اختلافا واسعا "تبدو صور منه في حاشية ياسين على التصريح، جـ١ أول هذا الباب، وفي الهمع جـ ١ ص ١١٣....." وخير ما يستخلص من تلك الآراء هو:
١- ما قاله الهمع، ونصه: "شرط ما تدخل عليه: "صار" وما بمعناهما، و "دام" و "زال" وأخواتها - زيادة على ما سبق - ألا يكون خبره فعلا ماضيا "يريد: جملة ماضوية " فلا يقال صار زيد علم، وكذا البواقي، لأنها تفهم الدوام على الفعل، واتصاله بزمن الإخبار، والماضي يفهم الانقطاع، فتدافعا، وهذا متفق عليه.... " أهـ.
ب- أما في غير تلك الأفعال فالصحيح جوازه مطلقا، وعليه البصريون، لكثرة وروده في القرآن، والكلام الفصيح كثرة تبيح القياس عليه - وقد عرض "الهمع" أمثلة متعددة من هذا الوارد ... أما الكوفيون فيشترطون لصحته وجود "قد" قبله، ثم إ ن المفهوم من الحاشية التي على شرح التصريح، بعنوان "فائدة" - برغم تعدد الآراء فيها أن المستحسن غاية الاستحسان - وإن لم يبلغ حد الوجوب عند غير الكوفيين - هو اقتران الخبر بالحرف: "قد" إن كان الفعل الناسخ وفعل الخبر ماضيين معا، أو مضارعين معا. فمتى تماثل في نوعهما الفعلان - الفعل الناسخ والفعل الذي في خبره- فالمستحسن تصدير الخبر بالحرف، "قد" ويجوز عدم مجيئها. وتمتاز "كان" بجواز مجيء "قد" وعدم مجيئها في الحالات السالفة، وغيرها من سائر حالاتها الأخرى. كما تشهد بهذا النصوص العالية الفصيحة التي عرضها النحاة ويقوي مجيء "قد" في الخبر حجة الكوفيين التي ستذكر في رقم ٢ من هامش ص ٥٥٩ ثم انظر ما يتصل بالأخبار وبهذا في ص ٢٥٤ لأهميته.
٢ في هامش ص ٤٤٣.
٣ انظر ما يختص بجمود هذه الأفعال واشتقاقها في ص ٥٦٧.
٤ لأن الفعل وحده بدون معموله لا يحقق الغرض، لأنه يدل على مجرد معنى جزئي غير معين =

<<  <  ج: ص:  >  >>