للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشبه الجملة سَد مَسَد جواب القسم، لا محل له. وليس جوابا أصيلا ١ والتقدير: لعمرك قسمى على فضيحة الرياء أهلَه. وكذلك فى المثال الثانى بعد فعل القسم المذكور، فالكسر على اعتبار "إن" مع معموليها جملة الجواب لا محل لها، والفتح على اعتبار المصدر المؤول مجروراً بحرف جرّ محذوف؛ والتقدير: أقسم بالله على هلاك الباغي ببغيه. ويكون الجار مع المجرور قد سد مسد جملة الجواب؛ وأغْنَى عنه - كما سبق -. وليس جوابا أصيلا١، ولم تقع "أن" في صدره.

"٣" أن تقع بعد فعل من أفعال القلوب، وليس فى خبرها اللام، - طبقاً لما تقدم بيانه٢ -؛ نحو: علمت أن الدِّين عاصمٌ من الزلل.

"٤" أن تقع بعد فاء الجزاء٣، نحو: مَن يرضَ عن الجريمة فإنه شريك فى الإساءة. فكسر الهمزة على اعتبار "إنّ" مع معموليها جملة فى محل جزم جواب أداة الشرط: "منْ". وفتح الهمزة على اعتبار المصدر المؤول من أن ومعموليها فى محل رفع مبتدأ، خبره محذوف، أوخبر مبتدؤه محذوف. والتقدير: من يرض على الجريمة فشركته فى الإساءة حاصلة، أو: فالثابت شركته فى الإساءة ...


"١ و١" إنما سد مسد الجواب ولم يكن الجواب مباشرة لأن جواب القسم لا يكون إلا جملة، ولن يترتب على الخلاف في التسمية أثر في المعنى أو في صياغة الأسلوب، فهو خلاف شكلى محض.
٢ في رقم ٥ من ص ٦٥١.
٣ هي الفاء الواقعة في صدر جواب الشرط وجزائه، "أي: في صدر النتيجة المترتبة على تحقق فعل الشرط".
وليس من اللازم أن تكون هذه الفاء داخلة في جواب أداة شرط، فقد تكون داخلة على شيء يشبه الجواب لأداة تشبه الشرط في "العموم والإبهام"، كاسم الموصول، وغيره مما سبقت له إشارة في رقم ٤ من ص ٣٩٣ أما البيان ففي م١ ٤ص ٥٣٥ ومن الأمصلة قوله تعالى: {واعلموا أن ما غنمتم من شيء فأن لله خمسه ... " فيجوز في أن" الثانية الفتحة أو الكسر. و"ما" موصولة وليست شرطية: لأن الشرطية لها الصدارة فلا تدخل عليها النواسخ، والعائد محذوف، والتقدير: غنمتموه..... فعلى كسر همزة "إن" تكون جملتها هي الخبر، وعلى الفتح يكون المصدر المؤول منها مع معموليها. مبتدأ خبره محذوف، أي: فكون خمسه لله ثابت، أو يكون خبرا لمحذوف، أي: فالواجب كون خمسه لله، والجملة خبر "إن" الأول. "راجع حاشية الخضري في هذا الموضع".

<<  <  ج: ص:  >  >>