للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما الجملة التى تسُدّ- في الأغلب (١) - مسدّ مفعول "القول" والتى محلها

النصب فيسمونها: "مَحْكيَّةً بالقول" بشرط أن تكون قد جرَتْ من قبل على لسان، ثم أعادها المتكلم، وردّ ما سبق أن جرى على لسانه أو على لسان غيره. فلابد في الجملة التي تسمى: "مَحْكِيَّة" أن تكون قد ذُكرَتْ مرة سابقة قبل حكايتها بالقول. وإلا فلا يصح تسميتها: "مَحْكِيَّة" على الصحيح. والأغلب أنها في الحالتين في محل نصب، سادة مسدّ المفعول به.

وتشتهر بين المعرْبين بأنها: "مقُول القول" (٢) ؛ أي: الجملة التي جرى بها القول، وهي المرادة منه.

***

(ب) وإن كان معنى "القول" -ومشتقاته هو: "الظنّ" (أي: الرجحان (٣) -) فإنه ينصب مفعولين مثله -بالشرط التي سنعرفها- ويجرى عليه ما يجري على "الظن" (٤) (بمعنى الرجحان) من التعليق، والإلغاء، وسائر الأحكام السابقة الخاصة بالأفعال القلبية؛ فهو والظن سواء. إلا في اختلاف


=كثرة؛ لأن الحديث الذي في الندوة لا يكون إلا جملة متعددة، وكذلك القصيدة، والخطبة؛ فالكلمة هنا مفردة ولكنها في معنى الجملة، كما يقول النحاة.
وقد يراد بالكلمة المفردة، لا نصها؛ وإنما الرمز والكناية إلى لفظة أخرى؛ مثل: قلت "كلمة".
أريد: لفظة معينة نطقت بها قبل نطقي الآن؛ مثل لفظة: عصفور، أو بلبل، أو خديجة، أو كتاب، أو غير ذلك مما أشير إليه، ولا أريد إعادة النطق به لداع يمنعني.
فالكلمة المفردة التي لا تحكي، ثلاثة أنواع هنا: كلمة مفردة لا يراد التمسك بنصها الحرفي بضبطه الأول المنطوق، وكلمة مفردة في لفظها ولكنها في معنى الجملة، وكلمة هي رمز لأخرى مفردة. والثلاثة مفعول به مباشرة للقول-.
ثم انظر "ا" من ص٥٣؛ لأهميتها.
(١ و١) وقد تكون فاعلاً أو نائب فاعل، طبقاً للبيان الذي في ص٦٦ وفي٣ هامش ص١١٣.
(٢) وهذا التعبير أحسن؛ إذ يصدق على الجملة التي سبق النطق بها والتي لم يسبق، فهو تعبير عام يشمل الحالتين وقد اجتمعتا في قول جميل:
بثينة قالت -يا جميل- أَرَبْتَنِي ... فقلت: كلانا -يا بُثَيْنُ- مُريب
أما التعبير هنا بكلمة: "المحكية" فيؤدي إلى أن يشمل ما سبق النطق به، وما لم يسبق، مع أن الشائع قصر "الحكاية" على الذي يعاد، إلا عند إرادة المجاز.
(٣) سبق معنى الرجحان في رقم (٤) من هامش ص٥.
(٤) ولهذا تفتح همزة "أن" الواقعة بعد "القول" الذي معناه "الظن"؛ لأن القول بهذا المعنى ينصب مفعولين؛ فيكون المصدر المؤول من "أن" مع معموليها سادّاً مسدّ المفعولين. (كما سبق في ج١ في موضع الكسر ص٤٨٨ م٥١، ولما تقدم هنا في رقم٥ من هامش ص٤٣ ويجيء في رقم ٥ من هامش ص٥٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>