للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثقف؟ أي: أتبخل بخلًا ... . أتسفه سفاهة.... وإعراب المصدر هنا كسابقه.

ونيابة المصدر عن عامله المحذوف في الأساليب الإنشائية الطلبية –قياسية– بشرط أن يكون العامل المحذوف فعلًا من لفظ المصدر ومادته، وأن يكون المصدر مفردًا منكرًا، وإلا كان سماعيًا؛ مثل: ويحه، ويله١ ... – كما تقدم ٢.

٢– ويراد – هنا – بالأساليب الإنشائية غير الطلبية: المصادر الدالة على معنى يريد المتكلم إعلانه وإقراره، والتسليم به، من غير طلب شيء٣، أو عدم إقراره، كما سبق٤، والكثير من هذه المصادر مسمع عن العرب جار مجرى الأمثال، والأمثال لا تغير؛ كقولهم عند تذكر النعمة: "حمدًا، وشكرًا، لا كفرًا"؛ أي: أحمد الله وأشكره – ولا أكفر به، وكانوا يردون الكلمات الثلاث مجتمعة لهذا الغرض وهو إنشاء المدح، والشكر، وإعلان عدم الكفر, ووجوب حذف العامل متوقف على اجتماعها؛ مراعاة للمأثور؛ وإلا لم يكن الحذف واجبًا.

وكقولهم عند تذكر الشدة: "صبرًا، لا جزعًا"، بمعنى "أصبر٥،


١ المصادر الدالة على الطلب لا تصلح أن تكون نعتًا، ولا منعوتًا - كما سيجيء في باب النعت – ج ٣ م ١١٤ ص ٤٤٥.
٢ في رقم ٣ من هامش ص ٢٢٠.
٣ المقصود في الأساليب الآتية: الإنشاء غير الطلبي – وقد شرحناه في رقم ٤ من هامش ص ٢٢٠ – ولكنهم جعلوها من قسم الخبر نظرًا لصورة العامل ولفظه، ويرى بعض النحاة أنها أساليب خبرية لفظًا ومعنى، وهذا رأي حسن، لوضوحه، والمسألة رهن، بالاصطلاح.
٤ في رقم ٤ من هامش ص ٢٢٠.
٥ أما كلمة: صبرًا في مثل قول الشاعر:
فصبرًا في مجال الصوت صبرًا ... فما نيل الخلود بمستطاع
فتصح أن تكون مصدرًا نائبًا عن الفعل المضارع: "أصبر" يكون هذا المصدر من نوع الإنشاء غير الطلبي، وتصح أن تكون مصدرا نائبًا عن فعل الأمر – أي عن: "أصبر" – فيكون المصدر من نوع الإنشاء الطلبي الذي سبق بيانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>