عبد الحق بن عبد الله بن على بن مسعود البغدادى الحنبلى الإمام المتقن ولد في ٧ جمادى الآخرة سنة ٦٥٨ هـ، ببغداد، اختصر معجم البلدان لياقوت وتوفى سنة ٧٣٩ هـ» .
وفي تاريخ أدب اللغة العربية لجورجى زيدان جزء ثالث صفحة ٨٩:«وقد لخص هذا المعجم صفى الدين بن عبد الحق المتوفى سنة ٧٣٩ هـ، فاقتصر منه على الجغرافية، وسماه مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، طبع في ليدن سنة ١٨٥٠ في أربعة مجلدات» .
ويخيّل إلىّ أنّ كاتب هذه النسخة قد اختلط عليه الأمر فنقل أول هذه المقدمة من مقدمة كتاب آخر؛ لأن جزأها الأول يختلف عن المطبوعة، وجزأها الأخير يتفق مع ما جاء في هذه المطبوعة كل الاتفاق. ويدل على ذلك ما في هذه المقدمة من اضطراب؛ فهو يقول فيها أولا:
«وأتمت هذا الكتاب- يقصد معجم البلدان- فجاء مطوّلا، وفي حمله مثقلا، فاستخرت الله سبحانه وتعالى، واقتبست من مشكاته ما اتفق من أسماء البقاع لفظا وخطّا، وأوفق شكلا ونقطا، وزدت ما احتاج إلى الزيادة، وتركت ما تكرّر في اللفظ والمعنى، ولم يحتج إلى الإعادة، ووضعت في كتابى هذا ما يكتفى به من طالعه واقتفى أثره بحيث أنه يستخرج منه ما في الممالك من المدن والقرى وغير ذلك ... «١» » .
ثم يقول في النصف التالى من هذه المقدمة:
«وأصلحت ما تنبهت عليه فيه من خلل، ووجدته في ذكره لبعض الأماكن، إمّا لأنه نقله عن غيره على ذلك الوجه، وهو خطأ أو ظنه كذلك، وقد عرفته أنا وحقّقته وسألت عنه أهل المعرفة من سكانه ومجاوريه والمسافرين إلى جهته؛ وقد يكون مما رأيته في سفر واجتزت به وخاصة في أعمال بغداد فإنه كثير الخطأ فيها، ولم أقبل منه شرطه ولا التزمت حظره الذي حظره في اختصاره وتغييره فإن ذلك شرط لا يلزم «٢» » .
فهذا كلام لا يتفق أوله مع آخره؛ فأوله يدلّ على أنّ مؤلف الكتاب ومختصره واحد،