للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جهنم، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم"، وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " واشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا رب أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير" (١)، إلى غير ذلك.

[ثالثاً: التنبيه على المخالفات العقدية عند حدوث التغيرات الكونية]

كان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - الواضح التنبيه على المخالفات العقدية خصوصاً عند وجود مناسبة لذلك، فلما كسفت الشمس في اليوم الذي توفي فيه ابنه إبراهيم، وكان من الاعتقادات في الجاهلية أن كسوف الشمس أو القمر يحصل عند موت عظيم أو حياته وربط بعض الصحابة هذه الآية بحالة الوفاة، قطع النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الاعتقاد من أصله، فقال: "الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا" (٢).

رابعاً: الأمر بالتوجه والتعلق بالله - عز وجل - عند حدوث تغيرات كونية.

فعند حصول أي تغير في هذه الآيات الكونية نجد أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحث أمته على التوجه إلى الخالق والتعلق به، مع بيانه أن هذه الآيات مربوبة مخلوقة يتصرف الله فيها كيف يشاء.

ففي أحاديث الكسوف يأمر - صلى الله عليه وسلم - بالإسراع إلى الصلاة والتوجه إلى الله سبحانه، وأن الجرمين السماويين الذي ينتج عنهم أثر الخسوف والكسوف ما هي إلا مأمورة بأمر خالقها تؤدي ما وجب عليها من فعل وليس


(١) صحيح البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب الإبراد بالظهر في شدة الحر: ١٢٢ برقم (٥٣٤، ٥٣٧).
(٢) صحيح البخاري، كتاب الكسوف، باب لا تنكسف الشمس لموت أحد ولا حياته: ٢١١ برقم (١٠٥٧).

<<  <   >  >>