للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يصاب، قد ينام المريض بجانب الصحيح ولا يصاب، وقد يصاب، فما وجه التفريق بين الحالتين؟ وجه التفريق: أن هذا راجع إلى مشيئة الله تعالى (١).

[٢ - الدعاء]

كان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - الدعاء عند وجود المرض، والاستعاذة بالله سبحانه وتعالى، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى المريض يدعو له، قال أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً" (٢)، وهذا الدعاء من جملة الأسباب التي أمر الله بها، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (٣)، "وقد تواترت الأحاديث بالاستعاذة من الجنون والجذام وسيء الأسقام ومنكرات الأخلاق والأهواء والأدواء، فمن ينكر التداوي بالدعاء يلزمه أن ينكر التداوي بالعقاقير، ولم يقل بذلك إلا شذوذ، والأحاديث الصحيحة ترد عليهم، وفي الالتجاء إلى الدعاء مزيد فائدة ليست في التداوي بغيره لما فيه من الخضوع والتذلل للرب سبحانه، بل منع الدعاء من جنس ترك الأعمال الصالحة اتكالاً على ما قدر فيلزم ترك العمل جملة، ورد البلاء بالدعاء كرد السهم بالترس، وليس من شرط الإيمان بالقدر أن لا يتترس من رمي السهم، والله أعلم" (٤).


(١) انظر: إعانة المستفيد شرح كتاب التوحيد: ٢/ ٨، وفتح الباري: ١٠/ ١٦٠.
(٢) سبق تخريجه: ٥٤٦.
(٣) غافر: ٦٠.
(٤) مرعاة المفاتيح المطبوع بحاشية مشكاة المصابيح، لأبي الحسن عبيدالله المباركفوري، إدارة البحوث الإسلامية والدعوة والإفتاء بالجامعة السلفية - الهند: ٩/ ٥٢٥.

<<  <   >  >>