للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (١).

وقيل هذا مثل ضربه الله لأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - في أنهم يكونون قليلاً ثم يكثرون ويزدادون (٢).

وقيل: إن الصحابة"كالزرع في نفعهم للخلق واحتياج الناس إليهم، فقوة إيمانهم وأعمالهم بمنزلة قوة عروق الزرع وسوقه، وكون الصغير والمتأخر إسلامه، قد لحق الكبير السابق ووازره وعاونه على ما هو عليه، من إقامة دين الله والدعوة إليه، كالزرع الذي أخرج شطأه، فآزره فاستغلظ" (٣).

[عاشراً: منهج أهل السنة والجماعة في الاستدلال]

[ضرب الأمثال]

من منهج أهل السنة والجماعة في الاستدلال ضرب الأمثال للتوضيح والتقريب، وقد ضرب الله - عز وجل - مثلاً للذين ينفقون أموالهم في سبيل الله وبيان شرف هذه النفقة كمثل حبة أنبتت سبع سنابل، فقال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (٤).

"وهذا إحضار لصورة المضاعفة بهذا المثل، الذي كأن العبد يشاهده ببصره فيشاهد هذه المضاعفة ببصيرته، فيقوى شاهد الإيمان مع شاهد العيان، فتنقاد النفس مذعنة للإنفاق سامحة بها مؤملة لهذه المضاعفة الجزيلة والمنة الجليلة" (٥).


(١) الفتح: ٢٩.
(٢) انظر: تفسير القرطبي: ١٦/ ٢٩٥، وتفسير ابن كثير: ٧/ ٣٦٢.
(٣) تفسير السعدي: ٧٩٥.
(٤) البقرة: ٢٦١.
(٥) تفسير السعدي: ١١٢، وانظر: تفسير القرطبي: ٣/ ٣٠٣.

<<  <   >  >>