للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١٥ - العرش]

بين الله - عز وجل - أن العرش كان موجوداً عند خلق السماوات فقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (١).

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء" (٢).

وأخبر - صلى الله عليه وسلم - عن صفة العرش بالنسبة للسماء فقال: "إن عرشه على سمواته لهكذا" وقال بأصابعه مثل القبة عليه، فالعرش فوق السماوات وهو مثل القبة. قال ابن بشار في حديثه: "إن الله فوق عرشه، وعرشه فوق سمواته" (٣).

[١٦ - عظم الكرسي]

وفي بيان عظمة الكرسي أخبر الله -عز وجل- عنه أنه وسع السماوات والأرض، فقال: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ


(١) هود: ٧.
(٢) صحيح مسلم، كتاب القدر، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام: ٤/ ٢٠٤٤ برقم (٢٦٥٣).
(٣) سنن أبي داود، كتاب السنة، باب في الجهمية: ٥١٥ برقم (٤٧٢٦)، وقال أبو داود: والحديث بإسناد أحمد بن سعيد هو الصحيح، وافقه عليه جماعة منهم: يحيى بن معين وعلي بن المديني، ورواه جماعة عن ابن إسحاق كما قال أحمد أيضا، وكان سماع عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار من نسخة واحدة فيما بلغني. وقال الذهبي في كتاب العلو للعلي العظيم وإيضاح صحيح الأخبار من سقيمها، تحقيق: عبد الله البراك، دار الوطن، الرياض، ١/ ٤١٣: "هذا حديث غريب جدا فرد، وابن إسحاق حجة في المغازي إذا أسند، وله مناكير وعجائب، فالله أعلم أقال النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا أم لا". وقد قواه شيخ الإسلام ابن تيمية كما في بيان تلبيس الجهمية: ١/ ٥٦٩، ومجموع الفتاوى: ١٦/ ٤٣٥، وأورد ابن القيم في تهذيب السنن: ٧/ ٩٥ - ١١٧: المطاعن التي طعن بها هذا الحديث، وأجاب عنها ومال إلى تصحيح الحديث.

<<  <   >  >>