للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حين تطلع إلى أن تيبس تؤكل أنواعا، ثم بعد ذلك ينتفع بجميع أجزائها، حتى النوى في علف الدواب والليف في الحبال وغير ذلك مما لا يخفى، وكذلك بركة المسلم عامة في جميع الأحوال، ونفعه مستمر له ولغيره حتى بعد موته" (١).

[ثانياً: توحيد الأسماء والصفات]

[١ - كلام الله]

{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (٢).

عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن، مثل الأترجة، ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن، مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر" (٣).

فمثل النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث بهذه النباتات.

وفي هذا الحديث أيضا دليل على"أن التلاوة غير المتلو، فالتلاوة عمل العبد، وهي مخلوقة، وأما المتلو، فهو كلام الله - عز وجل - منزل غير مخلوق، ولهذا بوب البخاري - رحمه الله - بهذه الترجمة حتى قال: "لا تجاوز حناجرهم" فدل على


(١) فتح الباري: ١/ ١٤٥.
(٢) لقمان: ٢٧.
(٣) صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب فضل القرآن على سائر الكلام: ٩٩٧ برقم (٥٠٢٠)، وصحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضيلة حافظ القرآن: ١/ ٥٤٩، برقم (٧٩٧).

<<  <   >  >>