للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أكبر; لأن هذا السبب جعله الله سببا" (١).

فعن زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - أنه قال: صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف، أقبل على الناس فقال: "هل تدرون ماذا قال ربكم؟ ". قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "أصبح من عبادي مؤمن وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب " (٢).

فإضافة الآية إلى السبب على أنه فاعل بذاته أو أنه سبب ولم يجعله الله سبباً فهذا إخلال بتوحيد الربوبية (٣).

فإذا اعتقد أن الكوكب يفعل بذاته فهو شرك أكبر، وإن اعتقد أنه سبب فهو شرك أصغر.

وتكون الأسباب محرمة إذا استعمل ما حرمه الله لجلب منفعة أو دفع مضرة، فعن طارق بن سويد الجعفي - رضي الله عنه - أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الخمر؟ فنهاه أو كره أن يصنعها، فقال: إنما أصنعها للدواء، فقال: "إنه ليس بدواء ولكنه داء " (٤).

والناس في الأسباب طرفان ووسط:

الأول: من ينكر الأسباب، وأنه ليس لها تأثير البتة وهذا فيه مكابرة للمعقول.


(١) القول المفيد: ١/ ١٨٣.
(٢) صحيح البخاري، كتاب الأذان، باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم: ١٧٢، برقم (٨٤٦).
(٣) انظر: مجموع الفتاوى: ٣٥/ ١٦٧، والقول المفيد في شرح كتاب التوحيد: ٢/ ٢٠٢.
(٤) صحيح مسلم، كتاب الأشربة، باب تحريم التداوي بالخمر: ٣/ ١٥٧٣ برقم (١٩٨٤).

<<  <   >  >>