للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سابعاً: الإيمان باليوم الآخر]

في بيان حال الناس يوم القيامة عند مرورهم على الصراط بحسب أعمالهم بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أولهم يمر كالبرق، ففي حديث أبى هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " فيأتون محمدا - صلى الله عليه وسلم -، فيقوم فيؤذن له، وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جنبتى الصراط يمينا وشمالا فيمر أولكم كالبرق". قال: قلت بأبي أنت وأمي: أي شيء كمر البرق؟ قال: " ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟ ثم كمر الريح، ثم كمر الطير وشد الرجال، تجرى بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجئ الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا - قال -: وفى حافتى الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به فمخدوش ناج، ومكدوس فى النار" (١).

وفي حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون: اللهم سلم سلم، قيل يا رسول الله: وما الجسر؟ قال دحض مزلة، فيه خطاطيف وكلاليب وحسك تكون بنجد، فيها شويكة يقال لها السعدان، فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاود الخيل والركاب، فناج مسلم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم" (٢).

[ثامناً: الإيمان بالقدر]

من مراتب الإيمان بالقدر الإيمان بمشية الله، وأن ما شاء الله كان، وما لم يشاء لم يكن.


(١) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب أدني أهل الجنة منزلة فيها: ١/ ١٨٦ برقم (١٩٥).
(٢) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية: ١/ ١٦٧ برقم (١٨٣).

<<  <   >  >>