للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المثل المائي (١)، قال تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (١٩) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (٢).

وقد استدل أهل السنة والجماعة بهذه الآية على أن الإنسان قد تكون فيه شعبة من إيمان، وشعبة من نفاق، إما اعتقادي مخرج عن الإسلام، أو عملي لا يخرج عن الإسلام (٣).

[الحادي عشر تكفير الذنوب]

كان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح صلاته أن يسأل الله - عز وجل - أن يطهره الله من الخطايا بالماء والثلج والبرد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة- قال: أحسبه قال: هنية - فقلت بأبي وأمي يا رسول الله: إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد" (٤).

وذلك أن" الخطايا توجب للقلب حرارة ونجاسة وضعفا فيرتخي القلب وتضطرم فيه نار الشهوة وتنجسه؛ فإن الخطايا والذنوب له بمنزلة الحطب الذي يمد النار ويوقدها، ولهذا كلما كثرت الخطايا اشتدت نار القلب


(١) انظر: تفسير ابن كثير: ١/ ١٨٨.
(٢) البقرة: ١٩ - ٢٠.
(٣) انظر: مجموع الفتاوى: ٧/ ٢٨٠، وتفسير ابن كثير: ١/ ١٨٩.
(٤) صحيح البخاري، كتاب الأذان، باب ما يقول بعد التكبير: ١٥٥ برقم (٧٤٤).

<<  <   >  >>