للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطرف الأول: غلا في إثبات الأسباب، وأن هذه أمور طبيعية.

والطرف الثاني: أنكر الأسباب، ورد جميع ما قاله أهل الهيئة من حق وباطل.

والوسط: أن كسوف الشمس له أسباب حسية يقدرها الله - عز وجل -، وأنه آية يخوف الله بها عبادة.

وأن أسباب الكسوف وحسابه والنظر في ذلك ليس من علم الغيب، وأن حدوث الكسوف آية يخوف الله بها عبادة، وأن ذلك لا يتعارض مع الأسباب الحسية ومعرفتها.

وأنه ليس من شرط التخويف أن لا يكون له سبب.

وأن التخويف الذي يحصل لأهل الإيمان من هذه الآية من وجوه متعددة، أوضحها: أن ذلك مذكر بالكسوفات التي تكون بين يدي الساعة، ويمكن أن يكون ذلك الكسوف منها، ولذلك قام النبي - صلى الله عليه وسلم - فزعًا يخشى أن تقوم الساعة، وكيف لا وقد قال الله - عز وجل -: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (٧) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (٨) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} (١)؟ .

وكذلك يقال في خسوف القمر، وأنه آية من آيات الله يخوف الله به عباده.

[سادساً: الجزم بوقوع الخسوف]

سبق في المبحث السابق: الشمس (٢) أن من المخالفات العقدية الجزم بوقوع الكسوف، وبيان أن معرفة وقوع الكسوف لا يلزم منه وقوعه، وأن أخبار الحسابين كأخبار بني إسرائيل، لا تصدق ولا تكذب.

وكذلك يقال في خسوف القمر، وأنه لا يجوز الجزم بوقوعه، وأن أمر الحسابين في ذلك لا يصدق، ولا يكذب.


(١) القيامة: ٧ - ٩.
(٢) ص: ٢٧٧.

<<  <   >  >>