للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات؛ لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات؛ لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسى" (١)، فمن فعل الأسباب الشرعية والحسية التي أمر الله بها؛ فلن يضره شيء في الأرض ولا في السماء إلا بإذن الله.

[الحادي عشر: منهج الاستدلال]

[١ - الاستدلال بالعقل]

من منهج القرآن الاستدلال بالعقل في إثبات توحيد الربوبية والألوهية مستدلاً في ذلك بخلق السماوات، قال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (٣٥) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ} (٢).

[٢ - التصديق والتسليم]

لما كان خلق السماوات من الأمور الغيبية كان الواجب على المسلم الإيمان بذلك والتصديق به، وعدم الخوض فيما لا علم له به، قال ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} (٣): "لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم وكفركم تكذيبكم بها" (٤)، ومعناه أن هذه الأمور قد


(١) سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح: ٥٤٩ برقم (٥٠٨٨)، وسنن الترمذي، كتاب الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى: ٥٣٦ برقم (٣٣٨٨)، وقال: حديث حسن صحيح غريب، وصححه الألباني، انظر: صحيح سنن أبي داود للألباني، مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض، ط ١: ٣/ ٩٥٨.
(٢) الطور: ٣٥ - ٣٦.
(٣) الطلاق: ١٢.
(٤) رواه ابن جرير في تفسيره: ٢٨/ ١٧٢. وانظر: تفسير ابن كثير: ٨/ ١٥٦.

<<  <   >  >>