للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من معاد ونشأة دال على قدرة الله سبحانه على المعاد الأكبر وتكرره.

ودوام مشاهدة النفوس له بحيث صار عادة ومألفا منعها من الاعتبار به والاستدلال به على النشأة الثانية وإحياء الخلق بعد موتهم، ولا ضعف في قدرة القادر التام القدرة ولا قصور في حكمته ولا في علمه يوجب تخلف ذلك، ولكن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وهذا أيضاً من آياته الباهرة أن يعمي عن هذه الآيات الواضحة البينة من شاء من خلقه فلا يهتدي بها ولا يبصرها لمن هو واقف في الماء إلى حلقه وهو يستغيث من العطش وينكر وجود الماء، وبهذا وأمثاله يعرف الله - عز وجل - ويشكر ويحمد ويتضرع اليه ويسأل" (١).

[أولاً: توحيد الربوبية]

بين الله - عز وجل - أن النظر في ملكوت السماوات والأرض والتأمل في خلقهما يدل على وحدانيته - عز وجل -، في ملكه وخلقه، وأنه لا إله غيره ولا رب سواه (٢).

وعظمة هذا الكون، وإبداع السموات والأرض، وتصرف الرب - عز وجل - فيه ومن ذلك الليل والنهار، يدخل هذا على هذا، وهذا على هذا، ويتصرف فيهما بزيادة أحدهما ونقص الآخر، وتغير أحوالهما بالحرارة والبرودة، وتعاقبهما بنظام ثابت دقيق، دليل قاطع محسوس على وجود الإله الخالق المبدع، والرب الواحد المتصرف، الذي لا رب سواه، ولا معبود بحق غيره (٣).

قال تعالى: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} (٤).


(١) مفتاح دار السعادة: ١/ ٢٠٣ - ٢٠٤، وانظر: مختصر الصواعق المرسلة: ٢/ ٦٢٥.
(٢) انظر: تفسير الطبري: ٧/ ٢٨٣، ٢٨٦، وتفسير ابن كثير: ٣/ ٢٩٠.
(٣) انظر: التفسير المنير: ١٨/ ٢٦٥.
(٤) النور: ٤٤.

<<  <   >  >>