للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه - عز وجل -: " قال الله - عز وجل -: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر، أقلب الليل والنهار" (١).

ومن أعظم الأدلة على قدرة الله تعالى أن جميع الأشياء مسخرة مدبرة لا تملك من التدبير شيئاً، وخلقه تعالى الأضداد لبيان أنها مقهورة (٢)، ومن ذلك الليل والنهار فيدخل بعضها على بعض فيحصل الفصول والضياء والنور والظلمة والسكون والانتشار قال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٦) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (٣).

وقد ذكر الله - عز وجل - من الأدلة العقلية الأفقية الدالة على ربوبيته وإلهيته وعلى كماله في أسمائه وصفاته اختلاف الليل والنهار، وأخبر أنها آيات لقوم يتقون (٤)، فقال تعالى: {إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ} (٥).

كما أخبر الله - عز وجل - أنه جعل الليل سكناً والنهار معاشاً وبين عجز الآلهة التي تعبد من دون الله عن ذلك، وأنه لا دليل لهم على عبادتها؛ فإنها لا تملك شيئاً، وهذه من الحجج والأدلة التي يستدل بها على عظمة الخالق وربوبيته (٦)، فقال تعالى: {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا


(١) سبق تخريجه: ٢٧٩.
(٢) انظر: تفسير ابن كثير: ٤/ ٥٦١، تفسير السعدي: ١٢٦.
(٣) آل عمران: ٢٦ - ٢٧.
(٤) انظر: تفسير القرطبي: ٢/ ١٩٢، التفسير المنير: ١٥/ ٣٣.
(٥) يونس: ٦.
(٦) تفسير ابن كثير: ٤/ ٢٨٢، ٥/ ٣٤١.

<<  <   >  >>