للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} (١).

وعن عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه -: أنه كان إذا سمع صوت الرعد ترك الحديث، وقال: "سبحان من يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته" (٢).

[رابعاً: توحيد الألوهية]

قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (١٢) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} (٣).

أخبر الله - عز وجل - في هذه الآيات - فيما يتعلق بالبرق والرعد والصواعق- أنه يُري عباده البرق الذي يخاف منه الصواعق والهدم، وأنواع الضرر على بعض الثمار ونحوها ويطمع في خيره ونفعه، وأن الرعد يسبح بحمده، وأنه يرسل الصواعق على من يشاء من عباده بحسب ما شاءه وأراده (٤).

فإذا كان الله - عز وجل - هو الذي يفعل ذلك وحده، فهو الذي يستحق أن يعبد وحده لا شريك له، وأن تصرف جميع العبادات له وحده، وأن غيره مما عبد من دون الله فألوهيته باطلة (٥)، لذا قال بعدها: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ


(١) الرعد: ١٣.
(٢) موطأ الإمام مالك، كتاب الكلام، باب: القول إذا سمعت الرعد: ٧٥٧ برقم (١٩٣٠)، والسنن الكبرى للبيهقي: كتاب صلاة الاستسقاء، باب: ما يقول إذا سمع الرعد: ٣/ ٣٦٢، وصححه النووي في الأذكار، كتاب الأذكار في صلوات مخصوصة، باب ما يقول إذا سمع الرعد: ٣٠٢ برقم (٥٢١). وانظر: الاستذكار، كتاب الكلام، باب: القول إذا سمعت الرعد: ٢٧/ ٣٨٠.
(٣) الرعد: ١٢ - ١٣.
(٤) انظر: تفسير السعدي: ٤١٤.
(٥) انظر: المرجع السابق: ٤١٤.

<<  <   >  >>