للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقسم بها على أن القيامة حق، وعلى البعث والجزاء كما قال تعالى: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} (١) فاقسم الله - عز وجل - بنفسه وبربوبيته للسماء على أن ما وعدهم به من أمر القيامة والبعث والجزاء أنه حقٌ لا مرية فيه (٢).

وكان عمر - رضي الله عنه - إذا أقسم قال: "أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض" (٣).

[٣ - التوسل]

قال الله تعالى: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} (٤)، فيوسف الصديق - عليه السلام - دعا ربه - عز وجل - لما تمت النعمة عليه باجتماعه بأبويه وإخوته، وما مَنَّ الله به عليه من النبوة والملك، وسأل ربه - عز وجل - متوسلا إليه بربويته وخلقه لهذه المخلوقات العظيمة - والتي منها السماوات- أن يتوفه مسلماً، وأن يلحقه بالصالحين (٥).

وكان من دعائه - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل في افتتاح صلاته: "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم" (٦).


(١) الذاريات: ٢٣.
(٢) انظر: تفسير القرطبي: ١٧/ ٤١، وتفسير ابن كثير: ٧/ ٤٢٠.
(٣) صحيح البخاري: كتاب الفرائض، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا نورث ما تركنا صدقة: ١٢٨٥ برقم (٦٧٢٨).
(٤) يوسف: ١٠١.
(٥) انظر: تفسير الطبري: ١٣/ ٨٨، وتفسير القرطبي: ٩/ ٢٧٠.
(٦) صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعائه بالليل: ١/ ٥٣٤ برقم (٧٧٠).

<<  <   >  >>